قد تكون (غنيمة) تلك النقطة التي عاد بها الهلال من مواجهة سابهان في أصفهان.. عطفا على غياب عنصر مُهم في التشكيل الأزرق المتمثل في ويلهامسون.. فضلاً عن التردد الذي حام حول مغادرة الفريق إلى إيران من عدمها.. كُل هذه أمور بكل تأكيد لها دورها..!
لكن الواقع يقول: إن الهلال كان الأفضل من سابهان.. والأكثر سيطرة منه.. وبالذات في الشوط الثاني.. وكان الفريق الأزرق في قمة عطائه وروح لاعبيه.. والأقرب للفوز من منافسه.. لولا (اللخبطة) الدفاعية بالفريق التي هي من صُنع مدربه..!
فكالديرون عندما سمع للأصوات التي تُطالب بتأمين المناطق الدفاعية.. أو بالأصح عمل توازن بين الأداءين الدفاعي والهجومي.. فهو لم يوفق عندما وضع مدافعا (ثالثاً) ممثلاً بالخالدي.. فهذه الطريقة تحتاج لوقت طويل للتأقلم معها.. رغم يقيني بأن الفريق الهلالي يمتلك مجموعة نجوم.. كل نجم بإمكانه القيام بدوره وفق أي تكتيك يفرضه المدرب.. ولكن صفه (الليبرو) أو المدافع (الحر) لا يمكن منحها للاعب من خلال مباراة مُهمة.. وحاسمة.. وللاعب يفتقد الهدوء.. وبناء الهجمة الصحيحة من الخلف.. والأفضل للفريق.. هو اللعب بمحور (دفاعي) بجانب رادوي غير الشلهوب بكل تأكيد..!
اكتشافات القروني..!!
ربما أن مدرب منتخبنا للشباب خالد القروني.. يُريد أن يكون هو المدرب الذي لا يسأل عن خياراته.. حتى لا يتكدر خاطره.. ويغضب.. كما غضب في حديثه الأخير عن لاعب التعاون الأولمبي ثامر المشيقح.. فجره هذا الحديث.. إلى التهريج وافتعال الإثارة..!!
كان يجب على القروني أن يتعامل مع الجميع من منطلقات جديدة.. وأكثر حضارية.. واستيعابا للمهمة التي يؤديها.. بدلاً من خوضه في أمور هو ومنتخبنا الشاب الذي تنتظره مُشاركة هامة في غنى عنها.. فالقروني تجاوز حدود الصدق عندما قال: إن من تم ضمهم للمنتخب يشاركون غالبيتهم مع فرقهم الكروية بدوري زين.. فعدت لرؤية تشكيل المنتخب الأخير فلم أجد لاعباً يمثل فريقه أساسياً بدوري زين من اللاعبين المختارين للمنتخب..!!
واستغرب القروني في حديثه للزميلة (الرياضية) من التعاونيين عدم إشراكهم للاعب مع الفريق الأول.. وهذا الأمر مسألة تُثير الاستغراب.. والتعجب.. بل والضحك.. الضحك على أن يضع الإنسان نفسه في مواضع تُسقطه.. فاللاعب المسجل في الفريق الأولمبي لا تُجيز له الأنظمة واللوائح مُشاركة الفريق الأول ما لم يتم (تصنيفه) واللاعب لا يحق له المشاركة مع الفريق الأول.. وهذا جهل من مدرب يُشرف على تدريب منتخباتنا السنية.. فكيف له أن يُطالب بإشراك لاعب في الأولمبي مع الفريق الأول وهو لم يُصنف..؟!
القروني أيضا أشار إلى نقطة غريبة بعدما قال نصا: مبرراً عدم ضم اللاعب رغم احترامي لقدراته الفنية يعود لأمور ومقاييس فنية لا علاقة بما يظنه بعض التعاونيين.. وهُنا أقول: هل يُعقل أن يصدر مثل ذلك من مدرب يؤمن برسالته.. وأداء واجباته.. وعرفانا وحرصاً على كرة بلاده.. وإن كانت ذاكرة القروني قد أفلت ميزانها.. فإن الجميع لازال يتذكر ما قاله القروني بعد هبوط الرائد للدرجة الثانية عندما كان مدربا له.. وانتقاصه من جماهير التعاون في ذلك الوقت.. وإذا كانت ذاكرة القروني لا تُسعفه فلا بأس من تذكيره أيضا في بداية مفاوضات الاتحاد للاعب التعاون محمد الراشد.. واستماتته في التقليل من نجوميته رغم أنه يُنافس على صدارة الهدافين في أول ظهور له في دوري زين.. ورغم أيضاً الإشادات المتواصلة التي لاقاها الراشد من كافة المحللين باستثناء من مدربنا الوطني..!!
وتأكيداً على ضعف رؤية القروني الفنية.. شاهدنا كيف تألق الراشد وبرز مع فريقه الجديد.. وهذا أمر يؤكد أن النظرة لم تكن فنية بقدر ما هي نظرة تؤكد بأن الواقع في واد ونظرة القروني في واد آخر.. ويقيني بأن أغلب الأندية تحاشت من التوقيع مع القروني خوفا من قيادتها (للهبوط) كما فعلها مدربنا القدير بجدارة مع عدد من الأندية..!!
مُجرد (حالة) شاذة..!!
الخبرالذي قرأناه ثم سمعناه عن تورط اللاعب تركي الثقفي بمحاولة تقديم إغراءات مالية لحارس نجران العامري بتسهيل فوز الوحدة على نجران على حسب تأكيدات مسؤولي نجران وحارس مرماهم.. أمر لم يعد سراً.. بل أصبح الأمر مكشوفاً إعلامياً تلوكه كل الألسنة..!
إن ما حدث إساءة كاملة لرياضتنا.. بل ويجعلنا كرياضيين في وضع لا نحسد عليه.. عندما (أسيء) للتنافس الشريف.. وهذا التصرف أعطى الفرصة لمن يحاول الاصطياد.. والتقليل من شأن الرياضة والرياضيين..!
نحن نُدرك بأن ما حدث.. أكبر مما كُنا نتوقع ونتخوف.. ويجب ألا نتعامل مع ما حدث كحالة نخلق لها التبريرات المناسبة وغير المُناسبة.. ونقول إن ذلك لا يعدو كونه مُجرد حالة (شاذة) سُرعان ما تزول.. فالكرة السعودية هي التي تُشكل أهميتنا الرئيسية.. في مستواها وسمعتها.. وسمعتها ما هو إلا شرط حاسم لتفوق كرتنا.. وتحقيق المستوى والنتيجة المأمولين..!
ولأن الكرة السعودية هي التي تهمنا.. ويهمنا عدم خدشها.. والمساس بها وسمعتها الراقية.. فإن الأكثر خطورة هو السكوت عما بدر.. فالأمر لا يحتاج منا غض الطرف.. فلو لم نُعاقب المخطئ تحت أي (بند) كان فإن هذه الحالة ربما تظهر بشكل أكبر وضوحا في المستقبل.. ولن تكون مجرد زائر عابر..!
لن نبرئ طرفا دون الآخر.. ولن نتهم هذا أو ذاك.. نحن أمام قضية خطيرة.. تمس رياضتنا.. ومنافساتنا الشريفة.. مطلوب معاقبة كل من تورط في ذلك.. ومطلوب أكثر في كُل من تثبت عدم إدانته واسمه طُرح بشكل رسمي في القضية أن يُعاقب من زج باسمه على أسرع وجه.. حتى نحفظ لرياضتنا ورياضيينا كرامتهم ونزاهتهم..!
yazidl_5@hotmail.com
