|
صنعاء -الجزيرة- عبدالمنعم الجابري
وصف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح المشروع الذي تتبناه المعارضة المنضوية في تكتل «أحزاب اللقاء المشترك» بأنه مشروع الحقد والكراهية والانتقام. جاء ذلك في سياق حديثه عن حادثة بتر لسان أحد الشعراء الموالين للنظام من قبل عناصر تنتمي لأحزاب المعارضة يوم الأربعاء المنصرم.
وقال الرئيس صالح أمام حشد مليوني من أنصاره الذين تجمعوا عقب صلاة الجمعة أمس في ساحة ميدان السبعين بصنعاء»: شعبنا قال كلمته في 2006م والآن يكرر مرة أخرى نعم لشرعية لا للفوضى لا للتخريب نعم للشرعية الدستورية لا للفوضى لا للتخريب لا للانتقام لا للمشروع الانتقامي لا لمشروع الحقد والكراهية والبغضاء من قبل أولئك النفر الخارجين عن النظام والقانون قطاعين الطرق قاتلين النفس المحرمة وآخرها في هذا الأسبوع قطع لسان أحد الأدباء».
وأضاف: «هذه هي المقبلات هذه هي مقبلات للمشروع المتخلف لقوى الفوضى هذه هي المقبلات تليها قطع الأرجل والأيدي من خلاف ثم قطع الرؤوس». وحذّر الرئيس اليمني من مبغة الاعتداءات على المواطنين من قبل من وصفهم بالعناصر الخارجة عن النظام والقانون والتي قال بأن آخرها كان قطع لسان أحد الشعراء المؤيدين للشرعية الدستورية.. وعلق على هذه الحادثة بقوله إنها قد تكون البداية التي تليها قطع الأرجل والأيدي من خلاف ثم قطع الرؤوس. مضيفاً: «هذا هو مشروع القوى المتخلفة القوى الرجعية القوى المتطرفة قوى الإرهاب».
ووجه الرئيس صالح وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بملاحقة العناصر التي أقدمت على بتر لسان الأديب والشاعر الشاب وليد الرميشي وتقديمهم للمحاكمة.. سواء كانوا سياسيين أو عسكريين أو أمنيين أو مخربين أياً كانت صلتهم فعلى الأجهزة الأمنية أن تتحمل مسؤولياتها بالقاء القبض على أولئك المجرمين. وجدد الرئيس علي عبدالله صالح لجماهير الشعب اليمني رجالاً ونساءً على صمودهم أمام أمام ما وصفها بـ»المخططات التأمرية ومواقفهم الوطنية الشجاعة والمشرفة».. كما حيا الحشود الملايينية من أنصاره الذين احتشدوا في صنعاء والذين قال إنهم تحملوا عنا السفر من مناطقهم للحضور إلى صنعاء لتأكيد تمسكهم بالشرعية الدستورية ورفضهم للفوضى والعنف والتخريب والفتن.. وقال مخاطباً تلك الحشود: سنقف معكم ثابتين مثل جبل عيبان وشمسان.
وكما جرت العادة في كل يوم جمعة فقد شهدت صنعاء مسيرة أخرى لأنصار المعارضة الذين رفعوا شعاراتهم المعتادة المطالبة باسقاط النظام. وفي ذات السياق شهدت العديد من المدن والمناطق اليمنية يوم الجمعة كذلك مسيرات ومظاهرات مؤيدة للنظام وأخرى معارضة.
وعلى صعيد متصل تتواصل حملة الجدل بين حزب المؤتمر الحاكم وأحزاب المعارضة في اليمن وكل يحمل الآخر مسؤولية عرقلة المبادرة الخليجية والسعي إلى إفشالها, وفي الوقت الذي ذكرت الأنباء أن الدكتور عبداللطيف الزياني الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي طلب بإرسال قائمة بأسماء 15 قيادياً من المعارضة (أحزاب اللقاء المشترك) وشركائه، مقابل 15 اسماً من المؤتمر الشعبي العام -الحاكم- وشركائه (أحزاب التحالف الوطني)، فقد أعلن مصدر في حزب المؤتمر الشعبي أن الحزب بعث إلى أمين عام مجلس التعاون الخليجي بأسماء ممثليه وحلفائه الذين سيوقعون على اتفاق حل الأزمة وفقاً للمبادرة الخليجية.
وفي الوقت نفسه يعيش الشارع اليمني حالة من الترقب والتوجس أيضاً وهو ينتظر الإعلان عن الموعد الذي من المقرر أن يصل فيه أمين عام مجلس التعاون الخليجي إلى صنعاء، في مهمة «إزالة العوائق» واستئناف جهود المصالحة الخليجية وصولاً إلى التوقيع على الاتفاق. إلى ذلك توقعت مصادر رسمية في صنعاء قيام السلطات الباكستانية بتسليم المواطنة اليمنية أمل السادة أرملة أسامة بن لادن مع أبنائها لسفارة اليمن في إسلام أباد إلى اليمن وأمل السادة هي أصغر وآخر زوجات أسامة بن لادن، وقد كانت إلى جانبه في حجرة نومه عندما اقتحمتها قوة خاصة أمريكية وقتلته وأصابتها في ساقها عندما اندفعت نحو أحد المهاجمين وفق رواية المتحدث باسم البيت الأبيض ليلة الثلاثاء الماضي؛ وكانت باكستان قد رفضت طلباً للحكومة الأمريكية بإحالة أرملة أسامة بن لادن وأولاده الثمانية للتحقيق معهم وقالت: إنها ستسفرهم إلى وطنهم الأصلي اليمن.
وفي سياق آخر تسلمت السفارة اليمنية في بغداد أبناء المواطنة اليمنية حسناء زوجة زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو أيوب المصري والذي قتلته قوات أمريكية وعراقية مشتركة في إبريل من العام المنصرم, وكانت السلطات العراقية قد اعتقلت حسناء بتهمة التستر على زوجها وزجت بها في السجن مع أولادها الثلاثة وحكمت عليها بالإعدام وتدخل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لدى السلطات العراقية مطالباً بإيقاف حكم الإعدام وإعادتها إلى اليمن.