الكاتب الصحفي الجدير بهذا الاسم يأخذ على عاتقه تبعات كل كتاباته فيعتبر الطعن والتشهير والقذف والاتهامات التي لا دليل عليها من أشنع وأقبح أخطاء هذه الصنعة والصحفي لا يقبل إلا المهمات التي تتفق مع كرامة المهنة ويمتنع بالكامل عن ادعاء الألقاب أو افتعال صفة اعتبارية ليحصل على الخبر وهو لا يأخذ مالاً البتة من أي جهة حكومية أو خاصة يمكن أن تصبح فيهما صفة الصحفية أو علاقاته أو يصبح نفوذه عرضة للاستغلال.
وعلى الكاتب الصحفي ألا يوقع باسمه مقالات تجارية أو إعلانية أو شأن مالي بحت ولا يرتكب على الإطلاق سرقة أدبية ولا يسعى لأخذ مركز زميل له في الصحيفة ولا يعمل لفصل زميله من صحيفة منافسة للعمل بدلاً عنه بشروط أدنى وأجر أقل وعلى الصحفي أن يحفظ سر المهنة ولا يسيء استعمال حرية الصحافة بقصد مغرض(!).
هكذا حددت نقابة الصحفيين الفرنسيين تعريفها للصحفي والكاتب الصحفي، هذا الوصف أصبح جزءاً مهماً من متطلبات العمل الصحفي لدى كافة أعضاء نقابة الصحفيين الفرنسيين وقد أخذ به في كل أنحاء العالم تقريباً للتمسك بهذه الضوابط والمعايير الخاصة لمزاولة هذه المهنة الصحافية النبيلة. وأصبح من المستحيل أن يحيد عنها الصحفي أثناء ممارسته المهنة وهذا أحد أهم ما جعل الصحافة الفرنسية والغربية بوجه عام السلطة الرابعة بحق وحقيقة ومن خلال هذا المفهوم، فهنالك المزيد للتعريف بالصحفي الحقيقي الذي يؤدي عمله بأمانة ويوصل ما يريد بصدق بدون مواربة أو نفاق.
- فالصحفي هو الذي يبحث عن الحقيقة المجردة ثم ينشرها للقراء الذين يقررون الحقيقة.
- الصحفي هو القادر من خلال التقارير الصحيحة أن يكون بجانب كونه صحفياً محامياً أو ضابطاً أو مسئولاً سياسياً أو رجل أعمال أو حتى أستاذ جامعة أو رجلاً عادياً جداً بحسب تقاريره وأخباره.
- هو من يعطي القارئ ما يريد من الحقائق وذلك من خلال قدرته على كتابة مثل هذه الحقائق سواء عبر الطرح القوي أو الرقيق وحسب متطلبات النشر ذاتها.
- الكاتب الصحفي هو الذي لا يتطلع إلى نشر الأباطيل والأكاذيب التي تلحق الأذى بالبعض عمداً لكن إذا كانت حقائق يجب نشرها لغرض الصالح العام حتى ولو تعرض هذا البعض للأذى فلا بد من نشرها عاجلاً وليس آجلا.
- الصحفي الحقيقي هو الذي لا يكشف عن مصادر معلوماته التي حصل عليها من خلال الثقة ما لم تقضِ المصلحة العامة العكس.
- هو الذي يكون مفيداً لمجتمعه بحيث يزيد قدرهُ بقدر مصداقيته وعطائه وإخلاصه لمهنته والصالح العام والعكس صحيح أيضاً.
- هو القادر عبر الحقائق وحدها على تفسير بعض القرارات المؤثرة على المجتمع.
- هو القادر على صياغة الرأي العام من خلال تمسكه بالأمانة الصحفية والإنصاف والدقة والتحري والتهذيب والمسؤولية في الطرح والمعالجة لمواضيعه التي يرغب بنشرها للرأي العام.
- لا بد أن يمتاز الصحفي بالاحترافية وبالأخلاق في التعامل والموضوعية في الكتابة والمصداقية في الأداء وأن يفكر ملياً ويدرس ردود الأفعال الخاصة والعامة قبل أن يقرر نشر مقالته أو تحقيقه أو خبره.
- الصحفي هو الذي يهتم بموضوعه أكثر من اهتمامه بذاته ويعتبر روائح حبر المطابع أزكى من روائح العطر النادر وشاشات الكمبيوتر أفضل من مشاهدته لوحات بيكاسو ودافنشي.
- هو الذي يعتقد أن الصحافة ترتبط بالحرية وبضماناتها التي تتمثل في عدم استغلال الحرية في غير ما شرعت له.
- الصحفي لا بد أن يسلم بحرية الصحافة والتعبير وبالمقابل يضع في حسابها قيماً أخرى أهمها مخافة الله والمحافظة على الثوابت والنظام والعدالة والأخلاق والسلوك والمسؤولية.
- هو الذي يقدر على إيصال فكرته إلى القارئ رأساً عبر إيجاز كتاباته لتتمكن الصحفية من السيطرة على اندفاع بعض تعبيراته المملة للصحيفة وللقارئ معاً.
- الصحفي لا بد أن يدقق في بعض مصادره التي اضطر للحصول عليها ممن يتطلعون إلى مصالحهم الذاتية التي هي السبب في قيامهم بتزويده بمثل هذه المعلومات.
- عليه أن يؤمن بالعمل الجماعي مهما كانت قدراته، فالصحيفة سفينة ضخمة يستحيل أن تسير بدون طاقم كبير ومؤهل وبالتالي فإنه من المستحيل أن يقوم صحفي بعمل صحيفة بمفرده.
- الصحفي الحق هو الذي لا يستخدم مهنته لتبني قضية هو غير مقتنع بها ولا يغير رأيه فيما قد كتبه صالح قضية هو مقتنع بها تماماً.
- هو الذي يرفض قبول الهدايا والمادة حتى ولو كانت مجرد ثناء ومديح خاص خاصة إذا كان ذلك يهدف إلى التأثير على رسالته الصحفية والإعلامية.
- الصحفي هو الذي يعشق الصحافة كعشقه لذاته مما يدفعه للحفاظ على مبادئه لأن الصحفي بدون مبدأ كالشجرة بدون أوراق ليس لها ظل.
- هو الذي يعمل صحفياً.. لأنه يهوى هذا العمل بكل تباعاته وإشكالاته وليس لأنه لم يجد عملاً آخر(؟!).
- هذا هو الصحفي الحقيقي والمتمكن كما تراه نقابة الصحفيين الفرنسيين وكما أراه أنا وأنت وهو وهي وهم ونحن وأنتم جميعاً أما بعض من يؤلف الأكاذيب ويرتب كلماتها لتأخذ وقعاً أكبر لدى المتلقي القارئ كلمة من هنا وكلمة من هناك لتصبح المقالة أكثر إثارة على حساب الحقيقة ولا توجد فيه أي صفة مما ذكر في البدء أعلاه، فهؤلاء هم السبب في تأخر العديد من مشاريعنا وهم أيضاً سبب رئيس في تدني مستوى الرياضة والكرة وخروج منتخبنا الوطني من كأس آسيا المقامة في قطر حالياً. فهؤلاء من الظلم أن نطلق عليهم لقب صحفي، فالصحافة لا تتشرف بمثل هؤلاء ولا ينتسبون لها بأي حال من الأحوال.
Fhad60601@hotmail.com