Friday  06/05/2011/2011 Issue 14099

الجمعة 03 جمادىالآخرة 1432  العدد  14099

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

في زاويتي اليوم، سوف أنهج المنهج الأكاديمي (الممل في بعض الأحيان) لشرح إشكالية عامة بين مجتمع الفن التشكيلي، تخص التحكيم والتقييم للفنانين والأعمال الفنية.

وحيث إن مجال الفنون البصرية بوصفه المعاصر يعد مفهوماً ناشئاً لدينا ويتعذر على نسبة غير قليلة الإلمام بماهيته وطرقه وقيمه الفنية، خصوصاً عندما نقارنه بمجال إبداعي آخر وهو كتابة أو قرض الشعر على سبيل المثال الذي ظل المخرج الإبداعي الأوحد والأكثر ارتباطاً بتاريخنا العربي.

وفي مجال الكتابة الشعرية، وإن كنت لا أفهم فيها كثيراً، ولكن أتوقع أن قرض الشعر في البداية موهبة، يغذيها ويصقلها الدراسة المتخصصة في اللغة العربية من بلاغة ونحو وبحور وغيره، لكن تقييم الشعر أو الشعراء أو نقده يكون على يد متخصصين في اللغة العربية، ممن لديهم خلفية بمنهجية النقد الأدبي، قد لا يملكون ذات الموهبة، ولكن لديهم القدرات اللغوية والأدوات الكافية لتقييم وتعليم الشعر إضافة لقرض الشعر دون إبداع في معظم الأحيان! وفي مجال الفنون أيضاً، يبدأ الموضوع بموهبة قد تظهر منذ الصغر، بل من مرحلة ما قبل الكتابة لدى الأطفال، ويكون الموهوب ممن يفوقون أقرانهم مهارياً وأدائياً وفي الأفكار المقدمة لا في مجال التربية الفنية فحسب وإنما في مجالات يدوية وابتكارية عديدة، لذا نجد العديد ممن يملكون مهارات وموهبة فنية يتفوقون في مجالات علمية أخرى مثل الطب والهندسة وفي المجالات الابتكارية بشكل عام.

أما تقييم الموهبة والعمل الفني وتحديد القدرات الفنية سواء أكانت مهارات أساسية أو عليا، فهي من نصيب ذلك المتخصص الذي درس علوم الفنون البصرية وقوانينها المرتبطة، ومارس ذلك من خلال تدريس المجال الفني أو متابعته باستمرار، وهو ما يقوم به عادة الأكاديميون في كليات وجامعات الفنون المختلفة أو خريجوها الذين يعملون في مجالات ذات ارتباط مثل سوق العمل الفني ومعارض وقاعات ومتاحف الفنون.

مما يعني أن الفنان الممارس قد يملك الموهبة ويستطيع إنتاج عمل إبداعي لا نظير له، وقد يكون ممن يستطيعون أيضاً تدريس الفنون أو تحكيم الأعمال، ولكن قلة منهم يتميز في هذا المجال، وعلى العكس نجد الأكاديمي جيداً أو ربما بارعاً في تعليم الفنون وتقييم العمل الفني ونقده، بينما نجد الأكاديميين وإن كانوا قادرين على ممارسة العمل الفني إلا أن قليلاً منهم الممارس أو المتميز فعلياً.

لذا تتكون لجان التحكيم والاختيار والتقييم في العادة من أكاديميين أو متخصصين من ممارسي تسويق العمل الفني فهم الأكثر قدرة بسبب تعدد الخبرات البصرية التي تساعدهم على التعرف على الفروقات والقدرات المختلفة لا بين الفنانين فحسب بل حتى في النمو الفني لدى الفنان ذاته.

 

إيقاع
فن وشعر وتحكيم!
د. مها السنان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة