أن يُقتل أسامة بن لادن فهذا أمر متوقع؛ لأن نهاية ابن لادن كانت قد بانت يوم سقطت دولة طالبان، المكان الآمن الذي كان يلوذ به، وهو إنْ تنقَّل غير بعيد عن أفغانستان فإن «العيون الإلكترونية» لم تكن غافلة عن تحركاته، وإن جاء الوقت متأخراً بعض الشيء بعد سقوط دولته، إلا أن لكل أجل كتاباً.
وإغلاق كتاب حياة ابن لادن رحمة للمسلمين أولاً الذين ابتُلوا بأفعال هذا الرجل الذي جلب كل الدمار الذي تعرضت له العديد من الأقطار الإسلامية، التي لا تزال تعانيها حتى الآن كأفغانستان والعراق واليمن، إضافة إلى الأعمال الإرهابية التي نفذها تنظيمه الإرهابي في المملكة، وخلّفت الكثير من الضحايا الأبرياء، إضافة إلى الخسائر والدمار في الممتلكات؛ ولهذا فالنهاية التي آلت إليها حياة ابن لادن نهاية متوقَّعة لكل قاتل يُخطِّط ويُنظِّم القتل الجماعي؛ فيقتل بالأسلوب والطريقة نفسيهما، وهي النهاية التي ينتظرها كل مثير للقتل والكراهية، وهو ما كان متوقعاً ومنتظراً. والذي أكد هذا الطرح أن نهاية ابن لادن جاءت في زمن الربيع العربي الذي شهد سقوط العديد من الطغاة والدكتاتوريين الذين أذاقوا شعوبهم الويل والثبور. ويأتي تزامن هذا الرحيل مع الربيع العربي ليؤكد أن الشعوب قد وعت وفهمت الأدوار المشبوهة التي تقوم به جماعات وأشخاص من البيئة الاجتماعية والوطنية نفسها؛ ليكون «منتجهم» أكثر تأثيراً في توجيه الأحداث.
مرحلة ابن لادن طُويت، ومرحلة التغيير والربيع العربي بدأت في تزامن يوحي بأن المنطقة مُقْبلة على تحوُّلات تتطلب يقظة وفَهْماً لما يدور حولنا حتى لا نفاجاً بـ»منتج آخر» ليوجه المنطقة توجهاً ليس بالضرورة يكون لصالح أبنائها.