|
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على تركيز الهيئة على مواطني دول مجلس التعاون الخليجي وتقديم المملكة لهم كوجهة سياحية مميزة وجاذبة خاصة في ظل الازدياد السنوي للسياح الخليجيين للمملكة والذي تجاوز عددهم العام الماضي 6 ملايين سائح.
وقال سموه في تصريح صحفي بعد زيارته أمس للجناح السعودي المشارك في ملتقى سوق السفر العربي 2011م في دورته الثامنة عشرة المقام حالياً في دبي إن المملكة تتمتع بمقومات سياحية فريدة ولكننا نعاني من نقص الخدمات في المواقع السياحية، ونتمنى تضافر جميع الجهود بالإضافة إلى احتضان الدولة الكامل للسياحة لتحقيق التطلعات في توفر وجهات سياحية متكاملة.
وأوضح سموه أن الهيئة حريصة على تقديم المزيد من البرامج والفعاليات والأنشطة التي تساهم في تشجيع المواطن السعودي على وضع السياحة الداخلية من بين اهتماماته الرئيسية وكذلك العمل على اجتذاب المزيد من السياح من دول مجلس التعاون وعدم الاقتصار على برامج الحج والعمرة فقط دون البرامج السياحية المتكاملة خاصة في ظل قيام العديد من الاستثمارات السياحية المتعددة، وعلى رأسها الاستثمارات الكبيرة في المجال الفندقي.
وبيّن الأمير سلطان بن سلمان في تصريحه للصحفيين أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تعمل على الاطلاع والاستفادة من تجارب الدول العربية والخليجية التي سبقت المملكة في التجربة السياحية وتحويلها إلى عمل ومنتج اقتصادي متكامل يسهم في زيادة الناتج المحلي بشكل كبير كما لدى الدول الأخرى، لافتاً النظر إلى أن المملكة تحوي الكثير من المعالم والمقومات السياحية التي تحتاج فقط إلى من يشجعها ويستثمر فيها ليحولها إلى منتج سياحي جاذب للسياح من كل مكان وأن الفرصة لا زالت مهيأة من أجل تطور القطاع السياحي باعتباره قطاعاً واعداً ورافداً هاماً للاقتصاد المحلي.
وأضاف إن المعارض والملتقيات والندوات ستسهم كذلك في نقل هذه الخبرات والاطلاع عليها والاستفادة منها في الفعاليات المقبلة. وأفاد سموه في رد على سؤال حول الاستفادة من التراث العمراني للمملكة وغناه في منطقة الخليج والمنطقة العربية لعرضه ضمن المعارض السياحية التي تشارك بها الهيئة أن التراث العمراني الوطني للمملكة متميز بغناه وتنوعه، وأنه رغم عدم الاهتمام بإبرازه في الفترة الماضية قبل إنشاء الهيئة إلا أنه بدأ يأخذ اهتماماً أكبر من قبل الهيئة والجهات الحكومية الأخرى، مشيداً سموه في هذا الإطار بتنامي وعي المواطنين والمستثمرين لتحويل هذا التراث إلى منتج سياحي يقدم للآخرين بشكل متميز وجذاب.
وزاد سمو رئيس الهيئة في تصريحه يقول: إن المساهمة الفاعلة لمنطقة عسير في القطاع السياحي هو ما جعل الهيئة تختار نموذج قرية رجال ألمع التقليدية لتقديمها في هذا المعرض الدولي بدبي، مبيناً أن الهيئة ستحرص في كل معرض أو ملتقى دولي على تقديم مظهر وملمح عمراني وتراثي لعدد من المناطق السعودية الغنية بفنونها وتراثها العريق.
وشدد سمو الأمير سلطان بن سلمان على التأكيد بأن الهيئة حريصة على رعاية التراث العمراني ولذلك ستطلق قريباً مركزاً للتراث العمراني الوطني إضافة إلى عملها في مسارات متعددة لتطوير التراث العمراني من خلال القرى التراثية ومن بينها قرية رجال ألمع التي تم اختيار عرضها في المعرض لهذا العام.
وأبان سموه أن الهيئة عندما تقوم باختيار مظهر عمراني مميز لعرضه في معرض دولي فإنها لا تضع فقط العامل الاقتصادي في سلم أولوياتها عند اختيار الشكل الذي سيظهر به الجناح المشارك، مشيراً إلى أن الهيئة حرصت من هذا الملتقى على اختيار نموذج عمراني لعرضه في محفل دولي بغية اطلاع الزوار عليه وتوضيح حقيقة أن المملكة بلد غني من حيث التراث ولا يحتاج فقط إلا إلى إبرازه واستثماره و الاستفادة منه.
ونوّه سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز بما حققته الهيئة من إنجاز كبير في مجال تصنيف القطاع الفندقي وقطاع الإيواء بشكل عام بعد تنظيمه وهو ما سيسهم في معالجة مشكلة الأسعار وتوضيح القيمة الحقيقية لكل منشأة سياحية بصورة حقيقية وغير مبالغة وفقاً لمعايير دولية في التصنيف، منبهاً إلى تنامي الاهتمام بقطاع المؤتمرات والمعارض بالمملكة بعد الحصول على الموافقات اللازمة لذلك وهو ما سيكون مساراً معززاً للعمل السياحي والترويجي بالمملكة في الفترة المقبلة. وكان سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار قد زار الجناح السعودي المشارك في ملتقى السفر العربي الذي يقام على مساحة 525 متراً وسط مشاركة فاعلة من الشركات السعودية التي تطمح في زيادة حصتها السوقية من سوق السفر الخليجي.
وتجول سموه في أروقة المعرض واطلع على العديد من أجنحته ومعروضاته والمطبوعات والمواد الإعلامية التي يقدمها والتقى بالعديد من مسؤولي الشركات المشاركة والزوار، مبدياً إعجابه بالمستوى المتميز الذي ظهر به الجناح السعودي في ملتقى السفر العربي.