|
الجزيرة- سعود الشيباني
وأخيراً... وبعد عقد من الزمان تخللته مطاردات عنيفة قادتها دول التحالف بين جبال أفغانستان وباكستان، أسدلت الولايات المتحدة الأمريكية الستار عل أكثر القضايا التي شغلت العالم أجمع بإعلانها لمقتل زعيم تنظيم لقاعدة أسامة بن لادن المسؤول الأول عن الهجمات الإرهابية على أمريكا في الحادي عشر من سبتمبر للعام 2001 م، حيث أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كلمة متلفزة ألقاها في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية (بالتوقيت المحلي), صباح أمس الاثنين, عن مقتل بن لادن، وقال أوباما, إن الولايات المتحدة الأمريكية تحتفظ بجثمان أسامة بن لادن, وإن معلومات مخابراتية توفرت عن أسامة بن لادن منذ شهر أغسطس الماضي.
وفي الشأن المحلي، كانت المملكة قد شهدت على مدى عدد من السنوات الماضية العديد من العمليات الإرهابية من تفجيرات وقتل لعدد من المواطنين والمقيمين وقف تنظيم القاعدة بقيادة زعيمهم أسامة بن لادن خلفها. واستشهد خلال هذه العمليات أكثر من (74) من رجال الأمن فيما أصيب أكثر من (657) آخرين وقتل أكثر من (90) شخصا من بينهم مواطنون إثر عمليات إرهابية قادها أتباع التنظيم بالمملكة. فيما أحبطت الأجهزة الأمنية خلال السنوات الأخيرة أكثر من 230 هجوماً نتج عنها استشهاد (74) وإصابة (657) من رجال الأمن وكذلك مقتل (90) وإصابة (439) من المواطنين والمقيمين الأبرياء. كما صادرت الأجهزة الأمنية خلال عملياتها ضد الإرهابيين عشرات الأطنان من المواد المتفجرة وآلاف القذائف وقطع الأسلحة الرشاشة والبنادق وغيرها. فيما انطلقت شرارة العمليات الإرهابية بثلاث عمليات انفجار بمجمعات سكنية بشرق الرياض في 12 مايو -أيار 2003.
وكان مجلس القضاء الأعلى قد اعتمد في وقت سابق أسماء ستة قضاة من أصل 12 قاضياً للنظر في قضايا المتهمين بالإرهاب، يعملون في الطابقين الـ11 و12 من مبنى المحكمة في الرياض، وسيضم الطابق 11 مكتب كل من الشيخ عبد المحسن آل الشيخ والشيخ محمد الدوسري والشيخ علي العجيري، فيما ستكون مكاتب القضاة: الشيخ علي الدبيان، والشيخ محمد القاضي، والشيخ سعد الشدي في الطابق الثاني عشر. وأكد مصدر قضائي في حينه أن رئيس المحكمة العامة اجتمع مع أربعة قضاة حضروا في مكتبه لفترة ساعة بعد تسلم المحكمة ملفات المحكومين، وتفقدوا في جولة سريعة المواقع التي ستعقد فيها جلسات المحاكمة والتي تتسع لأكثر من 24 شخصاً من الحضور. وأضاف: «إن بعض القضاة اطلعوا على عدد من مذكرات الموقوفين التي قدمها المدعي العام، وتم تعيين ثلاثة موظفين (كتّاب ضبط) لكل قاضٍ، مشيراً إلى أن كل قاضٍ سينظر في القضايا الفردية التي تحال إليه، بينما يجتمع عدد من القضاة في حال كون القضية مشتركة من أطراف عدة». كما عيَّنت وزارة العدل متحدثاً إعلامياً في محاكمة المتورطين، وذلك بالتنسيق مع وزارة الداخلية.
وفي إطار ملاحقة الأجهزة الأمنية للمطلوبين على قوائم الانتظار كانت قائمة الـ85 قد تقلصت إلى 70 مطلوباً بعد أن سلم المطلوب بدر الشهري نفسه لوزارة الداخلية قبل فترة وجيزة بعد أن ساهم ذوو المطلوب لتسهيل مهمة عودته لأرض الوطن، وقد نجحت وزارة الداخلية في تقليص عدد المطلوبين على قائمة الـ(85) لتؤكد بذلك قوتها وعزمها على ملاحقة عناصر الفئة الضالة في كل وقت وفي أي مكان. فمنذ إعلان الداخلية للقائمة شهدت تسليم زعيم تنظيم القاعدة باليمن محمد عتيق العوفي نفسه إلى الجهات الأمنية بالمملكة. كذلك قام عدد من المطلوبين من بينهم جابر الفيفي وعقيل المطيري وفهد رقاد سمير الرويلي بتسليم أنفسهم للجهات الأمنية، وذلك بمساندة من ذويهم الذين تلقوا اتصالات منهم أبدوا فيها رغبتهم في مساعدتهم بالعودة إلى الوطن حيث تم ترتيب وتسهيل عودتهم ولمّ شملهم بأُسرهم فور وصولهم إلى المملكة. كما سلم المطلوب فواز الحميدي هاجد الحبردي العتيبي نفسه للجهات الأمنية في المملكة وذلك بمساندة من ذويه.
أما المطلوب عبد الله عبد الرحمن محمد الحربي فقد ألقت الأجهزة الأمنية في اليمن القبض عليه، فيما نفّذ المطلوب عبد الله حسن طالع عسيري عملية انتحارية استهدفت صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية ولقي حتفه نتيجة عمله المشين.
واستمرت نجاحات رجال الأمن بالإطاحة بالمطلوبين وذلك بالقضاء على يوسف محمد مبارك الجبيري الشهري ورائد عبد الله سالم الظاهري الحربي حيث لقيا حتفهما في منطقة جازان. من جهة أخرى بدأت قائمة المطلوبين لوزارة الداخلية تتقلص بعد القبض عليهم، وكان من أبرز العمليات الأمنية التي سجلتها وزارة الداخلية بحق قائمة الـ85 فقد تم بتاريخ 2-2-2010م الإعلان عن مقتل المطلوب الأمني محمد المطلق في العراق، كذلك سجلت وزارة الداخلية خلال العام الماضي إنجازات غير مسبوقة في مكافحة الإرهاب، وأعلنت وزارة الداخلية في 7 صفر 1430هـ الموافق 2 فبراير 2009م عن معرفتها 85 مطلوبا أمنيا بينهم 83 سعودياً ويمنيان اثنان وجميعهم خارج البلاد.
وفي 21 صفر 1430هـ الموافق 16 فبراير 2009م المطلوب أمنياً محمد عتيق عويض العوفي الحربي يسلم نفسه للسلطات اليمنية على الحدود السعودية اليمنية وتم تسليمه للمملكة بتاريخ 22 صفر 1430هـ.
وفي 18 ربيع الأول 1430هـ الموافق 15 مارس 2009م جاء تأكيد لوزارة الداخلية بنبأ القبض على المطلوب أمنيا عبد الله عبد الرحمن محمد البهيمة الحربي من قبل السلطات اليمنية في مديرية المظفر بتعز اليمنية، وفي 28 ربيع الأول 1430هـ الموافق 25 مارس 2009م المطلوب فهد رقاد سمير الرويلي يسلم نفسه للسلطات الأمنية بالمملكة بعد عودته من العراق، وفي 2 ربيع الآخر 1430هـ الموافق 29 مارس 2009م سلمت السلطات اليمنية 5 من المطلوبين أمنيا إلى السعودية بينهم المطلوب أمنيًا عبد الله عبد الرحمن الهيمة الحربي، وفي 11 ربيع الآخر 1430هـ الموافق 7 أبريل 2009م صرّح مصدر مسؤول بوزارة الداخلية أنّ المتابعة الأمنية أسفرت عن الكشف عن خلية مكونة من أحد عشر شخصا لديهم تواصل مع عناصر ضالة مقيمة في الخارج حيث اتخذوا مخبأ لهم في إحدى المغارات الجبلية بالقرب من الحدود الجنوبية للمملكة وتم ضبط ما بحوزتهم من أسلحة وذخائر متنوعة، وفي 21 جمادى الآخرة 1430هـ الموافق 14 يونيو 2009م أعلنت السلطات اليمنية عن القبض على المدعو حسن حسين بن علوان الممول الرئيس لأنشطة تنظيم القاعدة في اليمن والمملكة، وفي 7 رجب 1430هـ الموافق 30 يونيو 2009م ألقت القوات الأمنية القبض على مطلوب أمني في مدينة بريدة بعد أن أطلق أعيرة نارية من سلاح كان بحوزته والمطلوب له علاقة مباشرة بالتنظيم الضال خارج المملكة، وفي 16 رجب 1430هـ الموافق 9 يوليو 2009م ألقت القوات الأمنية القبض على خمسة مطلوبين أمنيين في الطائف، وفي 28 شعبان 1430هـ الموافق 19 أغسطس 2009م أعلنت وزارة الداخلية القبض على 44 عنصرا سعوديا بينهم مقيم واحد من منظري ومعتنقي الفكر الإرهابي، وتم ضبط عدد كبير من الأسلحة والذخائر والدوائر الإلكترونية المستخدمة في عمليات التفجير، وفي 6 رمضان 1430هـ الموافق 28 أغسطس 2009م حدث تفجير انتحاري استهدف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وذلك عند مدخل قصر سموه بجدة من أحد المطلوبين من قائمة الـ 85 التي أعلنتها وزارة الداخلية وهو عبد الله حسن طالع عسيري، وفي 12 رمضان 1430هـ الموافق 2 سبتمبر 2009م أعلنت وزارة الداخلية بأن المطلوب فواز الحميدي هاجد الحبردي العتيبي سلم نفسه للسلطات السعودية بمساعدة من ذويه وعاد إلى أرض الوطن، وفي 24 شوال 1430هـ الموافق 13 أكتوبر 2009م قتل اثنان من المطلوبين من قائمة الـ85 هما يوسف الشهري ورائد الحربي وم القبض على ثالث (مطلوب ولكنه ليس من القائمة) كانوا يستقلون سيارة، حيث بادر القتيلان وكانا يلفان جسديهما بأحزمة ناسفة بإطلاق نار على رجال الأمن لدى تفتيشهما في نقطة الحمراء على طريق الساحل في منطقة جازان، العملية نتج عنها أيضاً استشهاد الجندي أول عامر أحمد العكاسي وإصابة جندي آخر، وقد عُثر بسيارتهم على قنابل وأسلحة، وأثبتت التحقيقات أن العنصرين تسللا عبر الحدود الجنوبية لتنفيذ عمل إرهابي على إحدى المنشآت الحساسة، وفي 29 شوال 1430هـ الموافق 18 أكتوبر 2009م أصدرت وزارة الداخلية بيانًا إلحاقياً يشير إلى القبض على ستة يمنيين كانوا على علاقة بالمطلوبين اللذين قتلا في نقطة تفتيش الحمراء، وكانوا يمثلون عناصر التنسيق الداخلي لتسهيل تنفيذ العملية، وفي 13 ذي القعدة 1430هـ الموافق 1 نوفمبر 2009م أصدرت وزارة الداخلية بيانًا توضيحياً بشأن ضبط 281 رشاشا من نوع كلاشنكوف و250 مخزناً و55 صندوق ذخيرة تحتوي على 250.41 طلقة داخل استراحة في مركز تابع لمحافظة ثادق بمنطقة الرياض.