قُتل بن لادن، وغادر بوش الابن البيت الأبيض، فهل يتوقف الإرهاب والعنف..؟!
قطعاً لن يتوقف كل هذا طالما بقيت هناك مظالم، وطالما لا يزال أشرار يستغلون ذلك لتأجيج الكراهية والعداء بين الشعوب.
قُتل بن لادن وتخلص الأمريكيون والعالم الحر قبل ذلك من بوش الابن ومن يحيطون به، ممن نشروا الحروب بحجة مكافحة الإرهاب، إلا أن المظالم لا تزال باقية، فالقضية الفلسطينية لا تزال عصية عن الحل لأن مغتصبي فلسطين يحظون بمساندة وتأييد أمريكا والغرب الذين يقودون معركة مكافحة الإرهاب الذي صنعته أيديهم بدعمهم الظلم ودفع المظلومين للجوء إلى آخر الوسائل لانتزاع حقوقهم.
الآن وبعد تصفية بن لادن والذي سيضعف تنظيم القاعدة ويؤثر على ما تبقى من طالبان وكل المنظمات والعناصر المرتبطة بأنشطة القاعدة، وطالبان التي قطعاً ستتأثر سلباً بغياب (ملهم) تلك الجماعات ومنظِّرها، مما يفرض أن ينتقل العالم إلى مرحلة أخرى من مواجهة الإرهاب إلى القضاء على الأسباب التي أدت إلى تفشي الإرهاب واكتساب كل تلك المساحات والفضاءات، ولعل من أهم هذه الأسباب انتشار الظلم وتغييب حقوق المظلومين، وفي مقدمتهم الفلسطينيون الذين لا يزالون مشردين لا دولة تؤويهم ولا وطن يجمعهم، أمريكا والغرب وكثير ممن يُصنِّفون أنفسهم كعالم حر تمنع إعادة الحق لهؤلاء المظلومين وتساعد المغتصبين الإسرائيليين على تغييب الحل العادل الذي ينصف هؤلاء المظلومين الذين كانت قضيتهم «الشعلة» التي أوقدت كل ما عشناه من حرائق، وخرجت من رحمها، وجعلت كثيراً من الأدعياء يستثمرون هذه «المظلمة» ويتسابقون في نصب خيم تبنّي الثورة الفلسطينية واستثمارها كغطاء لعملياتهم التي ليست بالضرورة تخدم القضية الفلسطينية، إذ استمرار ظلم الفلسطينيين جعلهم يجعلون من قضيتهم رداءً لتحرير مخططاتهم وأجنداتهم، فتعقّد الأمر أكثر، وابتعدت القضية عن الحل لكثرة «التجار الذين استثمروا فيها من واشنطن إلى طهران».
غاب بوش وبعده بن لادن، وتخلَّص من عرفات، فكم غياب نحتاج من مثل هؤلاء حتى تُرفع المظلمة عن فلسطين؟ أم يتصنَّعون لنا آخرين لإدامة المظالم..؟!
jaser@al-jazirah.com.sa