تمتد معرفتي بأستاذي الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي - الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، لأكثر من واحد وثلاثين عاماً، ومنذ أن كنت طالباً بكلية العلوم الاجتماعية، سواء في المرحلة الجامعية، أو الدراسات العليا، وكان فضيلته عميداً لهذه الكلية، وامتدت هذه العلاقة الطيبة بعمله أميناً للمجمع، والتواصل معه في مجال عمل الوزارة، والمجمع، والمسابقات القرآنية المحلية والدولية، ففضيلته رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة.
وحينما أتحدث عن هذا الرجل، فلن أتحدث حديث التلميذ عن أستاذه، وإن كان واجباً، وهو حديث خاص، وإنما حديثي عن جانب يهم الجميع، وهو حديث عن المصالح العامة، وليس العلاقة الشخصية، ويجب دائماً أن نغلب المصلحة العامة على الأمور الشخصية، هذا الرجل كان - ولايزال - متعه الله بالصحة والعافية - مثالاً للأداء المخلص والمطور والمشجع والحازم، وهو قدوة للعاملين في الالتزام، وأداء العمل بجد وإخلاص، ولذا فلا غرابة أن نرى تنفيذ توجيهات ولاة الأمر تسير - ولله الحمد - بالصورة المنشودة.
والمتابع لمسيرة المجمع المبارك يرى كيف تتصاعد وتيرة العمل في إنتاج المجمع، وتنوع إصداراته، وإضافة الجديد كل عام، وما يتبع ذلك من مناشط وأعمال مصاحبه للمجمع من مطبوعات، ودراسات، وندوات، ولعل فوز المجمع بجوائز عالمية متخصصة في الترجمة لأكبر دليل على الإتقان، والجودة العالية التي يتميز بها المجمع كماً وكيفاً، وإنني على يقين أن شيخنا الدكتور محمد العوفي لا يرضى بهذه الكلمة البسيطة التي لا تفي بحقه، ولكنها كلمة حق مأمورون بها شرعاً أن ننطق بها.