|
اتفق عددٌ من زوار معرض ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم المقام حالياً في فندق الميريديان بالمدينة المنورة على أن الملتقى وفعالياته يمثلان دعماً وتشجيعاً كبيرين من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لكتاب الله تعالى ولخطاطي المصحف الشريف في العالم، ونشر ثقافة الخط العربي بين أبناء الأمة الإسلامية وتبادل الخبرات فيما بين المختصين في هذا المجال.
وأكدوا - في تصريحات لـ « الجزيرة « عن الملتقى الذي يختتم فعالياته بعد غد الاثنين الثامن والعشرين من شهر جمادى الأولى الجاري - أن الملتقى بفعالياته يمثل ضرورة لاطلاع المسلمين على التاريخ المجيد لكتابة المصحف الشريف ومراحل تطوره، وأنه عمل رائد فريد من نوعه على المستوى العالمي، واصفين هذا العمل الجليل بأنه خطوة فنية وإبداع في عالم الخط وكتابة القرآن الكريم على جميع المستويات.
حب وهواية
بداية، يقول الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع، أستاذ الأدب والنقد العربي وأحد الشخصيات المهتمة بالمخطوطات وتحقيق التراث وعضو العديد من الجمعيات العلمية ومراكز البحوث والمجلات الثقافية والأدبية المتخصصة, وشارك في العديد من الندوات العلمية والمحاضرات في المملكة العربية السعودية وعدد من بلدان العالم. والحائز على جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب: سعدت كثيراً بزيارة الملتقى، واللقاء بلفيف من الخطاطين ورؤية جهودهم وهذا في ذاته أمر مهم بالنسبة لي؛ حيث حب وهواية الخط والمخطوطات.. وعندما حضرت الملتقى لم أجد العبارة التي تفي بعظمة ما أعده المجمع وما عرضه من لوحات فنية ومصاحف، ثم هذا العدد من الخطاطين المتميزين المشهورين، وفوق كل ذلك تلك المحاضرات والتجارب والورش المرافقة للمتقي لقد كانت كل ساعة، بل كل دقيقة قضيتها في هذا المحفل العالمي من أمتع ما مر عليّ في حياتي. جزى الله الذين أقاموه وقاموا عليه خير الجزاء.
ونوه الدكتور المانع بجهد المجمع، وعنايته بالمصحف الشريف وإيصاله إلى كل بقعة من بقاع العالم، وهذا بحد ذاته أعلى من أي جهد علمي في أي فن من الفنون، متمنياً ومهيباً في الوقت ذاته بالمجمع أن يعتني بترجمة تفاسير القرآن الهامة كالطبري والقرطبي وغيرهما.. وقال: إن قارء القرآن في أنحاء العالم يحتاج إلى مثل ذلك، ولا تغني عنه التفاسير المبسطة، بل ينبغي أن نعمل على أعلى المستويات في نشر القرآن، ونشر تفسير معاني القرآن في كل أرجاء المعمورة.
جهد دؤوب
ويقول الدكتور بدر بن ناصر البدر، أستاذ الدراسات العليا في قسم القرآن بجامعة الإمام: لقد جئت إلى المدينة المنورة لحضور الملتقى ومشاهدة فعالياته المهمة والالتقاء بخطاطي المصحف الشريف المشاركين في الملتقى من مختلف أنحاء العالم، وقد وجدت في المعرض أشياء وأعمال وإنجازات ونماذج لخطوط تخص المصحف الشريف عظيمة وجميلة جداً، وبخاصة أمور تتعلق بحسن الترتيب والتنسيق، وجودة الإخراج.. والأمر الثاني هو إخراج هذه المصاحف بعناية فائقة، وهي منذ القديم - ولله الحمد - فيها عناية عظيمة بكتاب الله - عز وجل - وبسنة النبي - صلى الله علية وسلم -، ولا تخلو الحقيقة من توجيهاتكم، والأمر الثالث يحس الإنسان بهذه المناسبة بعظمة القران الكريم وكيف أنه - ولله الحمد - على تعاقب الأزمان والدهور إلا أن الناس يبذلون الجهد الدؤوب في العناية بالمصحف الشريف من جميع أنحاء العالم.
ووصف الدكتور البدر معرض الملتقى بأنه شامل وكامل من أنحاء العالم من غربه إلى شماله إلى جنوبه وشرقه، وماتع في ميزاته وهذا شي يثلج الصدر، مؤكداً بحكم الاختصاص في الدراسات القرآنية أن هذا الجهد الذي بذله مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف خدم ناحية مهمة وهي العناية برسم المصحف وبكتابة المصحف وتحبيبه إلى الناس، مشيراً إلى أن هذه النماذج والأعمال المعروضة في المعرض تدل على عظمة الجهد، والعناية المبذولة بالقرآن الكريم، ولا عز لنا، ولا شرف إلا بالقرآن الكريم، قال - سبحانه وتعالى -: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}، متمنياً أن يعقد مثل هذا الملتقى في أنحاء دول العالم وليس في الدول الإسلامية فقط، بل في الدول غير الإسلامية ليروا عظمة القرآن، وكل ما يتعلق بعلومه.
رؤية الإبداع
أما محمد بن عبد الرحمن سالم حجازي، المعلم الذي يقوم بالتدريس في مدارس الإخاء بمحافظة جدة تربية فنية وخط عربي، وهو من جمهورية مصر العربية وكان بصحبة والده في زيارة المعرض قائلاً: لقد قرأت عن المعرض من قبل زيارتي، وذلك عن طريق الانترنت، وكنت حريصاً على أن احضر لهذا الملتقى، حتى أرى الإبداع في الخط العربي وأرى مدى ما وصلوا إليه في تقنيات الكتابة في المصحف الشريف.. وبمشيئة الله تعالى سأقوم بكتابة المصحف الشريف أنا وبعض الطلاب في المرحلة القادمة، معرباً عن إعجابه بما رآه من أعمال إبداعية وجميلة من الخطوط الرائعة في كتابة كلام الله.
تلاقح الخبرات
ويقول أحد موهوبي الخط والطالب بكلية الصيدلة بجامعة الملك سعود بالرياض عبد الله بن علي العسيري :إنه لشرف عظيم لي ولكل من له معرفة بالخط حضور هذا الملتقى والمعارض المصاحبة له، لاسيما وأنه يحمل اسم هذا المجمع المبارك الذي جاوز الأفاق نفعاً للمسلمين في أرجاء العالم؛ ليس ذلك بحسب بل ولأنه جمع أعظم خطاطي العالم فالمهتم بالخط في هذا المكان كل ما يسر الناظر من إبداع متجدد، وفن رائق جميل. وتعد الاستفادة من أساتذة الخط أهم ما يصبو إليه كل مشارك ففي الملتقى تتلاقح خبرات الخطاطين ومهاراتهم ومعارفهم، خالصاً وإذا تعددت مشاربهم ومدارسهم فالطالب الذي يهوى هذا الفن الجميل يجد كل مبتغاة ومطلبه وفي دعوة الموهوبين لحضور الملتقى عمل يستحق الشكر والثناء كما ذكرت أنفاً ففي حضور ذلك النشء تجسيد للربط بين المعلم والتلميذ بشكم يوحي إلى التفاؤل بمستقبل الخط العربي؛ فتصقل بذلك مواهبهم وتنمي قدراتهم ويكون ذلك خير معين لهم على الجد والمثابرة والتحصيل.