طل علينا منذ عام 1421هـ المركز الوطني للقياس والتقويم والذي عني اجتهاداً على آراء ورؤى وتجارب وقد وقفت عليه مراقبة ورغبة في الاطلاع على التجربة ومن ثم تصفحت أوراقه مجبرة لا مخيرة وفي الحالتين كان الحال كمعظم أفراد المجتمع بمختلف أعمارهم وأجناسهم ويمثل ديدن من سألت رأيهم ويعملون في إعداده وتنفيذ لوائحه على مختلف مراكزهم العلمية، وإني أهيب بالمسؤولين بتقييم التجربة بعد عمومها فليس حقاً أن ما يتناسب مع فئة يتناسب مع الجميع وعلى ترامي أطراف الوطن وظروفهم، قد تكون الفكرة جيدة بكافة تفاصيلها لكن الزمان والمكان والمعني بالأمر لا يتوافق معها بل على العكس تماماً نرى تناسباً طاردياً مع سنوات بدئها بعطالة وبطالة! فما جدوى عدم دخول التلميذ لتخصص لطالما أراده أو عدم قبوله نهائياً لأجل عدد نسبي فارقه قليل في الجامعات، عدا المبالغ الطائلة والمهدرة على تجهيز هذه الاختبارات ودخولها وكم تساءل سائل، لم يدفع هذا المبلغ مع لزوم الاختبار للانتقال لمرحلة جامعية يصرف لطلابها مكافأة أو هي ليست مرحلة اختيارية في هكذا زمن.. ولعمري ليست مرحلة عمرية تقبل الرهان والتجربة! حتماً هذه الكلمات ليست الأولى وما كتب كثيراً من قبلها فيه من التجارب أبلغ لكنها دعوة حادة لأصحاب القرار أن يتخذوا خطوة بناءة تقييمية قبل وبعد فالكل يتساءل هل الحصيلة لابن الوطن أم ضده؟ وهل من العدل الذي هو شعار المركز وقبل أن تتعالى هتافات من يقولون إنه أداة عدل بين خريجي المدارس العامة أو الخاصة هل من العدل كذلك أن تمضي المراحل الدراسية السابقة للتلاميذ بلا اعتماد لاختبارات تعتمد على الطريقة الأجدر (اختيار من متعدد وتصحيح إلكتروني) ويظهر العدل فقط في اختيار عام وبساعات قليلة! إنها ما هي إلا عقبة كؤود أمام ثراء الشباب، وتطلعات النفوس! وكذلك الأمر متشابه في اختيارات المعلمين والجامعيين.
إن المقترح الأجدر في هكذا عصر أن توجه جهود وميزانيات المركز بما هو أهم وأضمن لمخرجات مهما كانت بسيطة إلا أنها ستكون حتماً خلافة لقوى ورموز كبيرة تنهض نهضة حقة تعنى بتنمية النشء وترسيخ المبادئ والقيم العليا حتى تؤهلهم الحياة وبعثاتها مسبقاً كبرامج دوارة يخرج بها ابن الوطن بحصيلة ثرية بجانب حصيلة علمية وتكون إجبارية لا اختيارية مجانية لا ترضية حيث لا يبخس مال أو يرتحل هنا أو هناك بلا نور. لقد فاض الحال وبان مما يرى ويسمع ويجرب ومهما تعددت الأسباب وتشكلت فهناك العديد من الوسائل التي يتفق على كيفيتها قناعة بعدلها لتقام عليها الدراسات وتحقق الأهداف وحتماً ستتضافر الجهود والقلوب بذلاً معها ولأجلها ولا يكون الغلبة أبداً ضدها.
hudaalfourih@gmail.com