|
الأحساء - نواف الشمري
تحت رعاية صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء، وبحضور وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم رئيس مجلس إدارة هيئة الري والصرف بالأحساء والمهندس أحمد الجغيمان مدير عام الهيئة, أقيم صباح أمس الأربعاء في مقر الهيئة بالأحساء حفل المزارع المتميزة في موسمه الثالث.
وقد تجول المحافظ برفقة الوزير بالمعرض المجاور للحفل واستمع سموه لشرح عن المشاريع المستقبلية التي تخدم المزارعين وتخدم المحافظة, حيث تم تكريم 23 مزارعًا بمبالغ نقدية تصل إلى 15 ألف ريال لكل فائز, فيما صرح وزير الزراعة باعتماد إنشاء صوامع للغلال ومطاحن للدقيق في الأحساء بطاقة تبلغ 600 طن يومياً، والمؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق استلمت الأرض وبدأت في وضع التصاميم الهندسية، وسيكون مقرها بالقرب من قرية الجرن التابعة لمحافظة الأحساء وسوف يتم توقيع عقد المشروع في نهاية العام الحالي أو بداية العام المقبل.
وفي سؤال للوزير حول مشروع بعض المزراعين في زراعة الشعير في محافظتي حفر الباطن والنعيرية، قال: إن الدولة لا تشجع على زراعة المحاصيل المستهلكة للمياه ومنها الشعير. وعن بداية استقبال بواكير المشاريع الزراعية الخارجية، وهل الاستثمارات الخارجية في مأمن من الاضطرابات السياسية الخارجية، أوضح بالغنيم أن الاسثتمار في الدول الخارجية يشوبه جزء من المخاطرة وهذا جزء من الأعمال التجارية والمستثمر يحسب حسابات خاصة، كما أضاف أن الاستثمار في القطاع الزراعي طويل الأجل وليس قصيرا، ومتوسط الفترة الزمنية له تبلغ حوالي خمس سنوات، كما أنه يجب ألا نضع في بالنا أن هناك محاصيل خاصة بالمملكة طالما المستثمر السعودي يستفيد من خبرته المتراكمة على مدى الأربعة العقود الماضية لإنشاء قاعدة زراعية متميزة وبأسلوب إداري متميز مع زراعة مساحات كبيرة وتوفر رؤوس الأموال، كل ذلك سيؤدي إلى ارتفاع الإنتاج الزراعي على مستوى العالم ومنها المملكة، وبين الوزير أن إنتاج المملكة من الخضار 90% من الاستهلاك المحلي فيما نستورد 10%، والفاكهة فإن المملكة تستورد 35% من احتياجها من الخارج مبدياً الصعوبة في تحديد ما إذا كانت هناك صعوبات تتعلق بحدوث أزمة من عدمها، وأكد أهمية دعم القطاع الزراعي، وأضاف أن المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق وقعت السبت الماضي عقداً لشراء 270 ألف طن من القمح بسعر 402 دولار واصل للمملكة مؤكداً استمرار الشراء.
وأكد وزير الزراعة أن الدولة تعول على الأعلاف المركبة والتي هي عبارة عن مدخلات عديدة تخلط مع بعضها، وتقدم للحيوان ومن هذه الأعلاف من هو أعلى بكثير اقتصادياً من الشعير، وبين أن هناك معامل التحويل والذي يتعلق بكمية بناء اللحم في الحيوان تشير إلى أن الأعلاف المركبة معدل التحويل لديها أعلى بكثير من الشعير، مؤكداً أن الدولة تنصح به. وبين أن الأراضي الزراعية في المملكة تبلغ 4 ملايين هكتار والمزروع منها حوالي 900 ألف هكتار فقط ولذلك الأراضي الزراعية كافية ولا حاجة لتوزيع أراض زراعية، وفيما يتعلق بمكافحة سوسة النخيل أوضح بالغنيم أن الوزارة أعدت قبل أكثر من عام خطة لمواجهة سوسة النخيل الحمراء على مستوى المملكة وفي وقت واحد ولمدة سنتين، واعتمدت وزارة المالية مبلغ 120 مليون ريال، وهذه الخطة تتكون من عدة حلقات منها شراء معدات الحقن وآلات الفرم وتوظيف الشباب، وبدأت الحملة وهي تسير بشكل جيد.
وأكد بالغنيم أهمية المكافحة الحيوية مبيناً أنها هدف رئيسي للوزارة والدليل أن الوزارة أنشأت مختبرا وهو تحت الترسية وهو في لمساته الأخيرة ومتخصص لإنتاج الأعداء الحيوية، ما يعني إنتاج حشرات نافعة تتغذى على الحشرات الضارة، وقد نتمكن بإذن الله من تشغيله في نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل، مضيفاً أن الوزارة تستورد في الوقت الحالي أعداء حيوية وهناك برامج لاستخدام المكافحة الحيوية في البيوت المحمية وهناك محاولات إدخال المكافحة الحيوية، مضيفاً أنها تحتاج إلى ثقافة وفكر للمزراعين.
وأوضح وزير الزراعة أنه تنفذ الآن في الأحساء جملة من المشاريع الداعمة للاستدامة الزراعية منها المرحلتين الأولى والثانية من مشروع تحويل نظام نقل المياه من قنوات مفتوحة إلى أنابيب ضمن سلسلة مشاريع قادمة تغطي كل واحة الأحساء، كذلك مشروع نقل المياه المعالجة من محافظة الخبر إلى الأحساء والذي سيوفر 200 ألف متر مكعب من المياه في اليوم بعد الانتهاء من تنفيذه إن شاء الله، وليكون إضافة كبيرة لمياه الري في الأحساء بعد التجربة الناجحة للهيئة في استخدام المياه المعالجة ثلاثيا.
وأبان مدير عام هيئة الري والصرف أن الهيئة قد حظيت ولله الحمد باعتماد عدد من المشاريع التطويرية التي تساهم في توفير مياه الري للمناطق الزراعية من مختلف المصادر المتاحة، حيث تم تشغيل وإيصال المياه من عدة محطات للتنقية شملت في الأحساء محطات الهفوف والمبرز والعمران والعيون، وبلغ إجمالي الكمية المستلمة يومياً ما يقارب (140) ألف م3 تمثل ما نسبته 35% تقريباً من الكمية الإجمالية التي توفرها الهيئة لري المزارع. فيما أكد سمو محافظ الأحساء أن القيادة الحكيمة قدمت الدعم الكبير في هذا الجانب بالمشاريع العملاقة لدعم الجهود الزراعية والعمل على تنميتها بالقروض وسبل الدعم المتعددة لحضور مميز في المجال الزراعي رغم شح المياه إلا أنه بحسن إدارة الموارد المائية وصياغة التدابير اللازمة للمحافظة عليها كثروة مهمة أمكن تحقيق الاستدامة واستمرارية الإنتاج بتوازن متقن بين الحاجة والإمكانيات.