انطلاقاً من موقع المملكة العربية السعودية كقبلة للإسلام والمسلمين، وكون أرضها مهد النبوّة المباركة، عنيت الدولة -رعاها الله- ومنذ تأسيسها بكتاب الله الكريم، تعليماً ونشراً، وكان من الثمرات العظيمة تجاه هذا الواجب والشرف الذي لا يُدانيه شرف، إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنوّرة، الذي قام بجهود مباركة تجاه طباعة المصحف وتوزيعه في شتّى أنحاء العالم.
ويأتي تنظيم هذا الملتقى لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم، ليلقي الضوء على ما يقوم به هؤلاء الموهوبون تجاه كتاب الله، إبرازاً للخطّ العربي وأنواع المستخدم منه في كتابة المصحف، خصوصا وأن الخطّ العربي يعدّ من أكثر أنواع الخطوط ثراءً وتنوعاً في العالم، ولقد اهتمت الهيئة العامة للسياحة والآثار باستخدام خطّ مميّز في مطبوعاتها وشعارها، حيث اعتمدت خط «زهير» الذي يُعدّ أحد أقدم النقوش العربية الإسلامية المؤرخة، كونه كُتب سنة أربع وعشرين للهجرة.
وقد اكتشف هذا النقش نائب رئيس الهيئة الدكتور علي الغبان في محافظة العُلا بمنطقة المدينة المنورة، وقام بنشره ودراسته وتم تسجيله في ذاكرة الإنسانية باليونسكو.
وفي منطقة المدينة المنورة تعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار تحت مظلة الجهات المختصة حالياً على إنشاء مشروع دار القرآن الكريم بالتعاون مع الهيئة العامة للأوقاف.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أُحيي القائمين على هذا الملتقى والمشاركين فيه، متمنياً لهم التوفيق لتحقيق الأهداف التي نُظّم من أجلها الملتقى.
والله الموفّق
* رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار