|
دمشق - نيويورك (الأمم المتحدة) - وكالات
اتسعت دائرة الأزمة السياسية في سوريا أمس الأربعاء مع دخول الجيش السوري إلى مدينة درعا مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام في سوريا مدعوما بالدبابات والمصفحات لسحق الاحتجاجات التي تهز سوريا منذ 15 مارس خصوصاً مع إعلان 203 أعضاء في حزب البعث الحاكم في سوريا انسحابهم احتجاجاً على ممارسات أجهزة الأمن. فقد أعلن 203 أعضاء إضافيين في حزب البعث الحاكم في سوريا أمس الأربعاء انسحابهم بعد الاعلان عن انسحاب 30 عضوا بعد ظهر أمس بحسب قوائم الموقعين التي تشمل اعضاء من حزب البعث في منطقة حوران (درعا ومحيطها) في جنوب البلاد.
وكان ثلاثون عضواً في حزب البعث الحاكم في سوريا أعلنوا في وقت سابق انسحابهم احتجاجا على ممارسات أجهزة الامن، وذلك في بيان وصلت نسخة منه لوكالة فرانس برس.
وقال الموقعون على البيان وهم من منطقة بانياس (شمال غرب) إن ممارسات الاجهزة الامنية والتي حصلت تجاه المواطنين الشرفاء والعزل من اهالينا في مدينة بانياس والقرى المجاورة لها، لا سيما ما حصل في قرية البيضا يناقض كل القيم والأعراف الإنسانية ويناقض شعارات الحزب التي نادى بها.
وحتى وقت باكر من صباح اليوم الخميس لم تتوصل الدول الـ15 في مجلس الامن الدولي إلى توافق بشأن إصدار بيان مشترك يدين القمع الدامي في سوريا. وأوضح دبلوماسيون انه بعد انتهاء المشاورات المغلقة دعت الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن إلى اجتماع علني يمكنها من التعبير عن استيائها من القمع الذي يمارسه نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضافوا ان روسيا والصين رفضتا مشروع بيان تقدمت به بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال يدين تدخل الجيش واطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في سوريا. وعلق دبلوماسي رفض كشف هويته (سرعان ما اتضح أنه لن يكون هناك تفاهم على بيان). أبلغت روسيا أعضاء مجلس الأمن الدولي خلال اجتماعهم أن قمع المتظاهرين السوريين لا يشكل تهديداً للأمن الدولي محذرة من أن التدخل الأجنبي في هذا البلد قد يؤدي الى حرب أهلية. وكان الجيش السوري قد عزز تواجده في ضاحية بالعاصمة دمشق خلال الليل بينما قصفت دباباته درعا لمواجهة المقاومة في المدينة الواقعة في جنوب البلاد.
وقال شاهد أمس الأربعاء ان حافلات بيضاء جلبت مئات من الجنود بكامل عدتهم القتالية إلى ضاحية دوما شمالي دمشق، حيث حاول محتجون يطالبون بالديمقراطية القيام بمسيرة إلى وسط العاصمة في الأسبوعين الماضيين لكنهم ووجهوا بالرصاص.