القاهرة - علي فراج
أكد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين، أن تأسيس الإخوان بمصر حزباً يختلط فيه الحزبي بالدعوي سيكون خطراً على الدولة والمجتمع. موضحاً أن العمل الدعوي عمل وطني وسياسي يحتاج إليه الوطن؛ «فالشباب قبل الثورة إما متطرف، وإما منحل، وذلك نتيجة غياب مؤسسات الدعوة والتربية الإسلامية والمسيحية، وانصرافها عن وظيفتها الأصلية إلى العمل الحزبي والشحن الطائفي». وأكد أنه لا سبيل إلى الخروج من هذا المأزق إلا بالحرية «فالإنسان بفطرته مُكرَّم ومحترم، والأصل فيه الاعتدال، ولا يحوله عن ذلك إلا القهر، أما المجتمعات الحُرَّة فلا مانع من أن يكون فيها تطرف فكري؛ لأنه سيجد طريقه إلى العلاج في مناخات الاحتكاك والنقاش الحُرّ. وإن مصر تعرضت للتجريف السياسي في المرحلة السابقة، ولا بد من إعطاء فرصة كافية للأحزاب والقوى الوطنية كافة؛ كي تستعيد قواها وتتمكن من التواصل مع المجتمع». وأشار القيادي الإخواني إلى حاجة مؤسسات المجتمع إلى فرصة لإعادة صياغتها بشكل مدني، للتدرب على إدارة الخلاف بشكل صحيح يتلاءم مع أُمّة شهد تراثها 16 مذهباً دينياً، وضرب أئمتها أروع الأمثال في إدارة خلافاتهم بشكل راقٍ ومتحضر. وأكد أبو الفتوح أن الحركات الإسلامية عسكرت إداراتها رغم كونها مدنية في الأصل.