تُسائلني:
أينَ كنتَ المسَاء؟!!
وهل كنت في حفلةِ الأغنياء؟!!
وهل في فؤادك يا سيدي
مكانٌ لمن يتمنى اللقاء؟!!
وهل أنت تلبسُ ثوبَ الربيع؟!!
وتهرُبُ من ظُلُماتِ الشتاء؟!!
فقلت لها:
كنتُ في وحشتي..!!
أتابعُ ما سطرتهُ الدِّماء..!!
أتابعُ شعباً يريدُ الحياةَ
وأعينهُ شاخصةٌ للسّماء..!!
يُداري الجحيم وأهل الجحيم
ومن ينشرون بُذورَ الفناء..!!
ومن يقتلُ الطفلَ في مهده..!!
ويسحق في دربه الأبرياء..!!
أتابعُ شعباً له عزمةٌ
ويطمحُ في أن يَشيد البناء..!!
يُراقبُ فجراً يُزيل الظلام
ويحملُ للحائرينَ الضياء..!!
أنامُ وفي العين بعضُ القذى
وفي القلبِ همُّ .. وفي الجسم داء..!!
فهل يصل القوم شطْ الأمان؟؟!!!
وتمضي الليالي بأهوالِها..
ويعلو الصياح ويعلو النداء..!!
هُنا ينشر الموتُ أهوالَهُ..!!
وفي كل شبرٍ يعم البَلاء..!!
هنا تغرسُ الجنُّ أظفارها..!!
بلا رحمةٍ أو تقىً أو حياء..!!
يريدون واللهُ في عرشِه
يُريدُ.. ولا بُدّ مما يَشَاء..!!
سيرحلُ من كانَ في ظلّهِ
يسودُ الرويبضة الأغبياء..!!
ويشرقُ فجر الحياة الجديد
وكُلُّ الجموع تُلبي النداء..!!
مع الليل يرتجلُ الظالمون
ويأتي أوانُ انطلاق البناء..!!
بناءٌ بعدلٍ وحُريةٍ
بناءٌ على صفحةٍ من إخاء..!!
بناءٌ عظيمٌ يسُر الصديق
ويرهبهُ من يُكنُّ العداء..!!
بناءٌ يغيبُ به المرجِفون
وفيه يَعُمُّ البلادَ الرخاء...!!
أستاذ علم الاجتماع في جامعة الإمام، رئيس الجمعية السعودية لعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية