|
الجزيرة - فن
مات، لم يمت، مات، أدخل إلى المستشفى, خرج أحد أصدقائه وقال إنه حي، بهذه الطريقة المختصرة ظلت الأخبار عن وفاة الفنان السعودي محمد عبده حاضرة منذ سنوات, وعرفت تزايداً في الفترة الأخيرة مع قصص ظلت تراوح بين وفاته في شهر أكتوبر من العام 2010، وخبر إصابته بجلطات متعددة في الرأس والقلب قبل عدة أيام.
يشبه ما يمر به الفنان السعودي الذي يلقب بـ «فنان العرب» أغنيته التي ظلت محل خلاف في أحقيتها بين جمهوره وجمهور الراحل طلال مداح «أرفض المسافة», حين يكرر بين كوبليه وآخر «ما درى بموتي أحد.. حتى أنا», والحقيقة أنه كان بطل أخبار موته سنوياً دون أن تتوقف هذه الأنباء أو تعرف سنوات متباعدة في حضورها.
ضريبة سنوية
على طريقته في أغنية تناسيني «أنا ما أقدر أعيش اللي بقالي من العمر بأوهام» ظل الموت وهماً في أخبار وفاة عبده دون أن يعرف المستفيد من هذه الأنباء. علي مطير إعلامي سعودي يراقب باهتمام هذه الشائعات تماماً مثلما يهتم في التحليل عن المستفيد دائماً من ظهورها في كل عام.
يحاول علي شرح ذلك ويقول لـ «العربية.نت» إنه أمر أشبه بأن تقوم بدفع ضريبة أرباحك السنوية، ويكمل مطير «أرباح محمد هي نجاحاته, هي قدرته الدائمة على الغناء لمدة ثماني ساعات في حفلة واحدة».
يحاول علي أن يفتش للحظات عن مصدر هذه الأخبار بين جماهير منافسة أو مواقع تسوّق لنفسها, لكنه لا يعتقد أن يكون محمد خلف هذه الشائعات، ويقول: «ليس من المعقول أن يكون محمد نفسه خلف هذه الأنباء, أنا لا أشك بل متأكد أنه لن يفعلها لأن نصيبه من الأضواء يحرّم عليه الدخول في هذه اللعبة».
عدم وجود مكتب إعلامي
ومع وجود أنباء كثيرة عن وفيات محتملة للفنان السعودي في كل عام, فإن السؤال عن دور المكتب الإعلامي يبدو مهماً. يقول مطير: «لا يوجد مكتب إعلامي, قبل أعوام عندما كنت أعد للقاء مع محمد عبده جرى التنسيق مع سكرتيره السبعيني». ويضيف: «مع وجود شبكات للتواصل الاجتماعي فإن التواصل يحتاج إلى مجهودٍ ونشاط متجدد للسيطرة على أي معلومة خاطئة قد تخترق هذه المواقع».
وكانت الشائعة الأخيرة للفنان السعودي اجتاحت تويتر قبل أيام وهي تؤكد خبر إصابته بجلطات متعددة في الرأس والقلب, احتاج بعدها كل الذين كانوا يراقبون حالة عبده الصحية إلى ساعات طويلة, قبل أن يأتي النفي في اليوم التالي مع انتشارٍ للخبر في أغلب الصحف الإلكترونية وبعض الإذاعات المحلية في السعودية.
يعود مطير لتفسير ذلك, ويقول: «قد يبدو أحدهم أراد استغلال ذلك, هذا ممكن, أي خبر عن محمد سيكون مقروءاً, يجب أن ننتبه إلى أن بعض المواقع الجديدة تستغل ذلك وهي طريقة بسيطة وغير مكلفة بالطبع».
رؤيا ورسائل دينية خلف موته
يظهر محرك البحث google وكأنه أرشيف خاص بالأخبار المتعددة لوفيات محمد عبده, فقط حين تضع هذه الجملة في خانة البحث «وفاة محمد عبده».
لكن الأمر لا يتوقف عند أخبار النعي الرسمية بل يمتد إلى الأحلام والرسائل الدينية, ففي العام 2004 كتب أحدهم في منتدى اجتماعي: «لقد رأيت محمد عبده ميتاً في المنام», كان الكاتب يتحدث عن رؤياه التي قال بعدها إن وفاة محمد عبده بحسب تفسيره للرؤيا ستكون في 25 صفر من العام 1425هـ.
لكن الرسالة الأكثر انتشاراً هي تلك التي تبدأ بخبر ينعي فيه الكاتب بحزن وألم شديد وفاة الفنان محمده عبده قبل أن تنتهي الرسالة إلى أن الخبر كاذب، وأنه وضع اسم عبده بدل شيخ جليل، وهو من سيجعل الآخرين ينتبهون إلى الرسالة الوعظية التي تذكر بالموت بحسب الكاتب وتطالب بالتوبة من المعاصي.