قد لا تـتـفـاجـأ حينما تسمع أن بعض الناس يتناولون وجبة الإفطار الساعة الثانية عشرة ظهرا، لاسيما بعض الموظفين والموظفات الذين يستغلون وقت صلاة الظهر فيغلقون الأبواب في وجوه المراجعين بحجة أداء الصلاة ويمددون الوقت لما يقارب الساعة ليتناولوا الوجبة المحببة لجميع الموظفين، والتي لا تخلو من التغميس والتربيص والروائح المشبعة بالبهارات والمنكهات، وتختتم غالبا بالشاي أو بالمشروبات الغازية، فيخرج الموظف لمقابلة الناس وهو يتجشأ تارة، ويترنح تارة أخرى ويداعب النوم جفنيه تارات!!
ومن المهم إدراك أن أهمية وجبة الإفطار تأتي قبل البدء في الدوام، بل قبل الخروج من المنزل، حيث يمكن أن تساعد هذه الوجبة على منع الجلطات الدموية والسكتة القلبية المؤدية إلى الوفاة المفاجئة. ومن المهم أن يتناولها المرء بمنزله بتؤدة وهدوء ويمضغ الطعام جيدا ويتذوقه بمتعة بعيدا عن إلحاح المراجعين على فتح الأبواب واستئناف خدمة الناس.
وما علم هؤلاء الموظفون - ولا تهون ربات البيوت غير العاملات وغالب الناس في أوقات الإجازات - بأن تواتر السكتات القلبية والجلطات المؤدية للوفاة المفاجئة تكون عادة بين الساعة السادسة صباحا حتى الظهر، وأعلى نسبة لها تكون بين الثامنة حتى العاشرة صباحا. وتكثر حالات الموت المفاجئة في الصباح الباكر بحسب تقارير صحية موثقة.
ففي دراسة أجريت في جامعة ميموريال، أفادت أن الأكل الخفيف، قليل الدهون لوجبة الإفطار كان حاسما في تعديل نشاط الصفائح الدموية. وتشير تلك التقارير إلى أن صفائح الدم تكون أكثر نشاطا في وقت الصباح فتميل إلى تشكيل الجلطات، وتقوم وجبة الإفطار بمنع تنشيط الصفائح الدموية التي يمكن أن تسبب سكتات قلبية. وفي ضوء هذا البحث فإن تناول إفطار منخفض الدهون أو خال منها مثل الزبادي وعصير البرتقال والفاكهة والبروتين الحيواني سوف يمنع نشاط التصاق الصفائح الدموية ببعض وتراكمها، وبذلك تمنع تكّون جلطات الدم، ويمكن تناول حبوب الشوفان المجروش أو النخالة مع عصير العنب حيث تؤدي نفس الغرض. ومن الجميل أن تبدأ يومك بملعقة من العسل مذابة في كأس ماء، ومن المفيد تناول التمر مع الحليب أو القهوة فكلها تقع تحت مسمى وجبة الإفطار.
ووجبة الإفطار الباكرة مهمة جدا للأطفال واليافعين؛ حيث تساهم في دعم الوظائف العقلية والقدرة على الاستيعاب ويكون أداؤهم في المدرسة أو العمل أفضل، ويستقبلون اليوم بإيجابية أكثر. وتساعدهم على تحمل أعباء اليوم الدراسي، كما أنها مفيدة لكبار السن حيث تساهم في سد النقص في مستويات جلوكوز الدم وهو أمر مهم بالنسبة للجسم والدماغ بالذات.
وتسيطر وجبة الإفطار على الوزن بشكل أفضل، حيث يتمكن الجسم من حرق السعرات الحرارية بفاعلية وبشكل أسرع. وقديما قيل (افطروا فطور الملوك وتناولوا غداءكم مع الأغنياء وتعشوا كالفقراء) دلالة على أهمية وجبة الإفطار في عدم تكون الدهون.
ومن المهم عدم تجاوز وجبة الفطور وتناولها باكرا حتى في حالة الشروع في برنامج للحمية حيث إنه لا يوجد دليل على أن تخطي هذه الوجبة يساعد على إنقاص الوزن، فمن لا يتناول وجبة الإفطار يعوضها بتناول كمية أكبر من الطعام على وجبة الغداء!
rogaia143@hotmail.com
www.rogaia.net