يقولون: الغروبُ، فقلتُ: إنِّي
أرى فيه الولادةَ من جديدِ
فلولا ما نشاهد من غروبٍ
لما ابتسمتْ رُؤَى القمر الوليدِ
ولا اكتملتْ ملامحه فأمسى
يُشَعْشع بالضياء على الوجودِ
ولا صارتْ نجوم الليل فينا
دليلاً للمسافر، والشَّريدِ
دعيني والغروبَ فإنَّ عندي
له سِرًّا من الحُلم السعيدِ
أليس هو الذي يُدْني مساء
إلى العشاق، خفَّاق البنودِ؟!
أليس هو اللباسُ لكل غافٍ
يسلِّم مقلتَيْه إلى الرقودِ؟
أسائلتي، إليك بعثتُ شعري
وكوكب ليلي الساري بريدي
أقول، وقُبَّة الظلماء فوقي
منضَّدة الكواكب كالعقودِ
غروبُ الشمس يفتح باب قَصْرٍ
مُنِيف للتعبُّدِ والسُّجودِ