ما أجدر أن تكون البيئة المدرسية محاضن جذب للطلاب والطالبات، فيقضون وقتا ممتعا في وسط البيئة التعليمية (المدرسة) فيجب أن يكون الكتاب المدرسي والمعلم أدوات جذب تجعل الطالب أو الطالبة في المدرسة كأنهم في حديقة غناء تزقزق عصافيرها، إن وجهة نظري التي أتوجه بها إلى وزارة التربية والتعليم لا أتوجه بها إلى الكتاب المدرسي ولا إلى المعلم، وإنما أتوجه بها إلى شيء آخر ألا وهو الواجبات المنزلية التي يكلف بها الطلاب والطالبات، وإن كان لي في صددها وجهة نظر فهي كالتالي:
لما كانت الواجبات المدرسية تجعل الطالب ينقل هموم المدرسة إلى البيت ومن ثم يكون والحالة هذه كأنه يعيش الجو المدرسي طيلة يومه، ومن ثم يتسرب إلى الطلاب والطالبات الملل والسأم بسبب كونهم يجترون البيئة المدرسية طيلة يومهم، وهذا السأم يعيق الطالب في تحصيله العلمي والمعرفي، فيا حبذا لو كانت الحصة الدراسية الأخيرة ورشة عمل يقوم الطلاب بصفة جماعية بحل واجباتهم فيها وتكون أجواؤها ذات طابع استرخائي، وإن السبب الذي ربما يجعلنا نعفي الطلاب من تكليفهم بالواجبات المنزلية هو أن طالب اليوم لا يملك مساحة من الفراغ بعكس طالب الأمس، فطالب الأمس يملك مساحة من الفراغ يتمكن عبرها من آداء الواجبات المنزلية، أما طالب اليوم فإن وقته مشطور ومقسم إلى عدة أشياء، فكما نعلم جميعا أن وسائل الترويح عن النفس لدى طالب اليوم كالألعاب الإلكترونية وما تبثه وسائل الإعلامية من مسلسلات وبرامج شغف الطالب بمتابعتها مع أفراد أسرته، وطالما أن اليوم الدراسي يكاد يصل إلى ست ساعات يتلقى الطالب فيها كما من المعلومات فإنه يكون حينئذ متعبا ومجهدا من كثرة حقنه الفكري، والطالب طالما أنه غض طري فلماذا نكلفه بأعباء ثقيلة عليه فيكفيه هموم المدرسة، وإني أرى أن المعلمين إذا عمل أربع ساعات في اليوم الدراسي بينها أوقات فراغ يستجم بها ومع ذلك فإنه يشتكي مما يسند إليه من أعمال إضافية. فحري بنا والحالة هذه أن لا نكلف الطلاب الصغار فوق ما يستطيعون لا سيما طلاب المرحلة الابتدائية، وربما يقول قائل من أولياء الأمور إذا اتبعنا هذه الطريقة فكيف يتسنى لنا الوقوف على مستوى تحصيل أبنائنا العلمي؟ ولكني أقول إن الأمر ممكن وذلك بإرسال تقرير شهري من المدرسة إلى أولياء الأمور يطلعون عبره على مستوى أبنائهم، علما أن الطالب المخفق تتم متابعته مع الأهل من خلال المرشد الطلابي بالمدرسة، وعندي هنا فائدة إذا قام الطلاب بحل واجباتهم في المدرسة فإن الطالب قد يبقي كتبه أحيانا في المدرسة فيشعر بالفرحة والتحرر من عبء حمل الواجب والكتاب، وإذا رأى نفسه يخرج من المنزل ويعود إليه وهو خالي الوفاض من الحمل الثقيل فإنه يكون حينها منتشيا تلاعب هبات النسيم وجنتيه، وطالما أني عرجت على حمل الكتب فإني في يوم عشوائي قمت بوزن كتب طالب في الصف الأول متوسط فوجدتها تزن ثلاثة عشر كيلو جرام!! أليس إذا أرحنا الطالب من هذا الوزن الثقيل الذي أقض ظهره نحمي الطلاب صحيا من تبعات هذا الوزن الثقيل.. إني أضع وجهة نظري هذه على طاولة المسؤولين في الوزارة وعلى رأسهم سمو الأمير فيصل بن عبدالله آل سعود حفظه الله والذي لا يساورني أدنى شك أن صدره مفتوح لكل مامن شأنه أن يرقى بالتعليم.. والله من وراء القصد.