رفعت شابة سعودية دعوى ضد إحدى شركات الطيران، بحجة أنها أنهت خدماتها، دون وجه حق، وبشك مذل ومهين، لا يليق بها كمواطنة، ولا يليق بشركة، منحتها الدولة كل الامتيازات، لكي تستثمر وتربح، ولكي تفتح المجال لأبناء وبنات الوطن، لكي يعملوا فيها، ويطورون قدراتهم من خلالها، ويعودون بالنفع عليها وعلى أنفسهم.
مثل هذه القصص لم تعد غريبة علينا، فنحن نسمع ونقرأ عشرات القصص مثلها يومياً، وذلك لأن أصواتنا بُحَّتْ، أو على رأي الشايب التونسي «هَرِمْنا»، ونحن لا نزال لا نلمس أية تحركات، لحماية أبنائنا وبناتنا من مزاجية الشركات والمؤسسات. ففي لحظة، ليس فيها ضوء قمر، من الممكن أن يأتي مدير جديد، ويصدر بجرة قلم قرارات، يفصل فيها عدداً من الموظفين والموظفات، الذين عاشوا يكدون على أسرهم، بحجة أنه يريد أن يطور أو يجدد.
يا إخواننا، نحن لسنا ضد التطوير والتجديد، ولكننا ضد أن تتجاهلوا الهوامير الأجانب، الذين يكلفون الشركة مئات الألوف من الدولارات شهرياً، وتحطون حيلكم على «ضعيفين الله»، الذين بالكاد تصل رواتبهم إلى خمسة آلاف ريال أو أقل من ذلك. والشرهة يا أعزاءنا ليست عليكم، فأنتم تفعلون ما تفعلون، لأن أحداً لا يراقبكم ولا يتابع قراراتكم التعسفية في حق أولادنا وبناتنا. لذلك لا نقول إلا: واعيباه على شنباتكم!!