استأجر مواطن سعودي، من ذوي الدخل المحدود، طائرة إخلاء طبي أردنية، لكي تنقل والده من الجوف إلى عمَّان، لكي يتلقى العلاج في إحدى مستشفياتها. ولا أظن أن أحدكم، بعد قراءته لهذا الخبر المنشور في جريدة «الحياة»، سيقول:
- يا الله. معقول؟! ما أصدق؟!
و ذلك، لأن مثل هذه الأخبار معقولة، وقابلة للتصديق.
- لماذا؟!
لأن المستشفيات المتخصصة في الرياض، وكما تفعل دوماً، رفضت استقباله. ولأن المستشفيات المركزية في مناطق مثل الجوف، لا تمتلك الحد الأدنى من التجهيزات المتطورة، مثل أجهزة الأشعة المغناطيسية. وفي حالة مثل هذه الحالة، ماذا سيفعل المواطن، إذا تعرض أبوه لجلطة دماغية؟! هل يتركه في البيت، ويظل ينظر إليه إلى أن يموت؟! أكيد سيتصرف.
سيبيع سيارته، وبيته (إذا كان يملك بيتاً)، وكل ما وراءه ودونه، وربما يقترض، ليستأجر الطائرة الأردنية بـ 45 ألف ريال، وليعالج والده بحوالي 100 ألف ريال .
هل يرضي الدولة هذا الأمر؟! أكيد لا. فبعد هذا الإنقاق الكبير على أسطول الإخلاء الطبي، وعلى الخدمات الصحية، لا يجب أن تحدث مثل هذه القصة أو ما يشابهها من القصص.
وسوف لن تحدث، إذا توقف المعنيون في الصحة، عن الحديث عن أنفسهم، وعن بطولاتهم الوهمية، وبدأوا يعملون بصمت وبجد، لمنع تكرار هذه السلبيات المتواصلة؟!