|
جدة - عبدالقادرحسين - الجوف - محمد الحموان
تشكل الفترة الراهنة تحدياً لشركات الأسمنت في الإيفاء بالتزاماتها تجاه الطلب المتنامي على المنتج في السوق المحلي عقب حزمة القرارات الملكية الأخيرة التي استهدفت مفاصل التنمية عبر العديد من المشروعات وخصوصاً ما يتعلق بأزمة الإسكان ويأتي هذا التحدي في ظل المطالب المتعددة لمنتجي الأسمنت المحليين خلال الفترة الماضية والتي كانت تهدف بشكل رئيس إلى فتح باب التصدير إلى الخارج عقب تزايد المخزون الأمر الذي جعل بعض شركات الأسمنت تملك فائضاً كبيراً قد تضطر إلى رميه في البحر في حال تمسك وزارة التجارة بقفل باب التصدير، توقع تقرير حديث بأن يواصل قطاع الأسمنت بالسوق السعودي نموه القياسي خلال الفترة القادمة وبرر التقرير ذلك بزيادة الطلب على بناء المساكن، وارتفاع وتيرة الأنشطة العقارية الأخرى بالمملكة وأبدى التقرير الصادر عن الأهلي كابيتال، تفاؤلاً كبيراً بشأن قطاع الأسمنت المحلي وقال محلل الأسهم بالأهلي كابيتال فاروق مياه أن سوق العقارات السعودية تعيش حالياً موجة من الازدهار مما سيؤدي إلى ارتفاع الطلب والأسعار مؤقتاً وذلك سيدفع قطاع الأسمنت بشكل تدريجي في نفس الاتجاه، خصوصاً بعد إصدار خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رعاه الله- حزمة القرارات التنموية الأخيرة وأضاف مياه: القطاع مزدهر ويحقق نمواً هاماً في الأرباح مبيناً أن شركات الأسمنت في المنطقتين الوسطى والجنوبية، ومن بعدها المنطقة الغربية ومنطقة المدينة المنورة، مؤهلة للاستفادة من الطفرة العقارية القادمة، لكنه عاد وأكد أن أسعار الأسمنت لن تحتفظ بمستوياتها المرتفعة طويلاً، نظراً لأن الفترة القادمة ستحمل فائضاً في المعروض.
وتابع: المنطقة الوسطى هي الأهم، وشركة أسمنت اليمامة في وضع جيد جداً. لقد لعب الطلب العالي على الأسمنت في كافة مناطق المملكة دوراً مهماً في ازدهار هذا القطاع، أضف إلى ذلك اتباع شركات الأسمنت استراتيجيات تسويقية ناجحة في تلبية احتياجات السوق لأهم المواد الأساسية في قطاع التشييد والبناء» إلى ذلك كشفت جولة قامت بها «الجزيرة» في أسواق منطقة الجوف عن خلو المنتج من الأسواق بالرغم من وجود مصنعين بالمنطقة، حيث ينتظر المواطنون والمقاولون في السوق لأيام دون الحصول عليه، وقد عزا مواطنون هذا الشح والانقطاع بسبب التصدير إلى خارج المملكة، حيث انشغل أصحاب المصانع بالتصدير للخارج دون إعطاء الاهتمام للسوق المحلية.
وطالب مواطنون بالجوف التقتهم «الجزيرة» وزارة التجارة بإلزام أصحاب الشركات والمصانع بتلبية احتياج السوق المحلية، خصوصاً في ظل النهضة المعمارية التي تعيشها المملكة هذه الأيام عقب حزمة القرارات الملكية الأخيرة، وقد حاولت (الجزيرة) الاتصال بمصنع شركة أسمنت الجوف والشمالية للاستفسار عن ذلك، إلا أن أحداً لم يرد على الهاتف في غضون ذلك قررت وزارة البترول والثروة المعدنية طرح 7 رخص جديدة لاستغلال الحجر الجيري في صناعة الأسمنت منها خمس رخص لإنتاج الأسمنت البورتلاندي العادي ورخصتان لإنتاج الأسمنت الأبيض. وقال وكيل الوزارة سلطان شاولي بأنه سيتم قريباً دعوة المتأهلين للحصول على وثيقة تقديم العروض المالية التي تشتمل على عدد من الشروط منها تحقيق السعودة في هذه المحاجر والمصانع من خلال تدريب وتوظيف المواطنين السعوديين. وأضاف أنه تم استلام كراسات التأهيل من عدد من الشركات والمؤسسات والأفراد ممن تم دعوتهم للدخول في المنافسة لوجود طلبات سابقة لديهم للحصول على رخص تعدينية لخامات صناعة الأسمنت وتم تقييم الكراسات من الناحية الفنية والمالية. وحددت الوزارة عدد من المواقع للخامات المعدنية اللازمة لصناعة الأسمنت لطرحها في المنافسة وتمت الموافقة على بعضها وما زالت بعض المواقع الأخرى تحت الدراسة من قبل الجهات الحكومية المعنية للتأكد من أنها غير مستثناة من نطاق نظام الاستثمار التعديني، وأضاف شاولي: سيتم طرح المواقع المنتهية والمعتمدة أولاً بأول، وسيتم فتح المظاريف وإعلان صاحب أعلى عرض مالي وترسية كل موقع من المواقع السبعة لصاحب أعلى عرض مالي لكل رخصة وإصدار الرخصة وفقاً للمواعيد المحددة في وثيقة العروض. من جانبه دعا رئيس اللجنة الوطنية للمقاولين شركات الأسمنت للتهيؤ بشكل أكبر للمرحلة المقبلة كونها ستشهد زيادة في حجم الطلب على الأسمنت بعد القرارات الأخيرة وقال المهندس عبدالله رضوان ل»الجزيرة»: الأوامر الملكية الأخيرة ستحدث تحول كامل في قطاع الإسكان وقطاع الأسمنت جزء من هذه المنظومة وحول تأثر أسعار مواد البناء ومن ضمنها الأسمنت في ظل زيادة الطلب عليها جراء المشروعات المقبلة استبعد رضوان حدوث أي ارتفاع لمنتج الأسمنت لأن مخزونه جيد وشركات الأسمنت المحلية نفسها ظلت تطالب خلال الفترة الماضية باستمرار بفتح باب التصدير لها على اعتبار أن لديها مخزون زايد عن حاجة السوق المحلي فالآن جاء دورها لتلبية الطلب المحلي الذي سيتنامى بشكل كبير.