تزوجته عن حب ثم تغيّر بعد الزواج فكان يكثر تجريحي وإهانتي رغم أني لم أكن أرد له طلباً نهائياً.. هو كثير الثناء علي أمام الآخرين.. دوماً يردد في السر والعلن أنه وفق في اختياري كزوجة وأم لأبنائه وعندما أناقشه في عصبيته وتجريحه يقول لو لم أكن أريدك لما تزوجتك، ولكن أنتِ السبب في إثارتي... اكتشفت أنه قد تزوج مسياراً، حيث إن لديه قناعة أن زواجه من ثانية زواجاً تقليدياً يفقده شيئا من احترامه أمام الناس، حيث إنه يهتم جدا لمكانته الاجتماعية وهو يريد أن يستمر على زواج المسيار وأنا في غاية التردد، حيث أفكر جدياً في الطلاق فبماذا تشير علي؟
ولك سائلتي الرد:
1- ما أظنه أن زوجك ما زال يكن لك التقدير والاحترام والحب والدليل قوله (لو لم أكن أريدك لما تزوجتك) (وترديده في السر والعلن أنه وفق في اختيارك كزوجة وأم لأبنائه) وإن ما يحدث منه أحيانا عندما يوجه بعض الكلمات الجارحة فلعلها نتاج طبع حدة قد ابتلي فيه أو إفراز لضغوطات ومشكلات لم يفصح عنها..
2- أختي الكريمة أحيانا مع زحمة الحياة وتقادم الأيام وتراكم الهموم قد تنشغل المرأة ولربما أهملت زوجها بحجة الأولاد أو العمل، وفي هذا جانب غاية في الخطورة فجميل أن تستدركي سلبياتك والمآخذ التي دائما ما يكررها زوجك عليك.. فالحياة الزوجية فن، فما يكرره الشريك على شريكه يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار وتعاد الحسابات فيه.. تلمسي حاجته كوني ذكية في معرفة ما يحب وما يكره وافعلي ما في وسعك.
3- كما أشير عليك أختي الكريمة وأنت صافية الذهن خالية من شعور سلبي تجاه زوجك أن تتأملي في حاله عموماً، صفاته الطيبة إيجابياته ما يتميز به من خير، واحذري أن تقارني أسوأ ما فيه بأفضل ما عند الآخرين.
4- أختي: نقطة هامة قد جاءت في ثنايا رسالتك انك كنتِ لا تردين له طلباً والتمادي في هذا باندفاع وتحميل النفس فوق قدرتها سيستنزف طاقاتك ويبعثر جهودك وفوق ذلك قد يزهد زوجك فيه فاحرصي على فعل الخير ولكن باتزان.
5- وبالنسبة لزواجه (مسيار) فهناك جانب إيجابي لصالحك حيث إن نظرته للزواج من الثانية يؤثر على مكانته الاجتماعية وهذا ما جعله يحجم عنه فأظن هذا أمر في صالحك، حيث إن زواج المسيار وهو زواج شرعي يعتبر أخف الضررين بالنسبة لك قياساً على الزواج التقليدي، حيث تبقين صاحبة الامتيازات والحقوق..
وأظن حبال الارتباط في أمثال تلك الزيجات واهنة ضعيفة وهو ما يؤكده الحال فلعلها تكون فرصة لك لمراجعة النفس وإصلاح الحال وتجربة جديدة له ليقارن بينك وبين غيرك، وأحسب أن الكفة سترجح في صالحك وأجزم أنه سيعود إليك عودة المحب الصب في القريب العاجل..
6- وبالنسبة لخيار الطلاق فلا أظن أن مجرد التفكير فيه صائب فحتى لو تزوج فلا يعني هذا أن الطلاق هو الحل فيجب عليك كتابة ما سوف تخسرينه وما ستكسبين من الطلاق ولعل أعظم من سيخسر هم أبناؤك! وبعدها ستتضح لك الرؤية.. وفقك الله لسعادة الدارين.
شعاع:
التفكير الإيجابي هو ذلك الشيء الذي يجعلك تشعر أنك حقاً على خير ما يرام حتى عندما تشعر بأنك على غير ما يرام.