يغيب عن بعض المستثمرين من رجال الأعمال أن الشعر الشعبي ليس متاحاً للجميع فهو يحتاج لمتخصص بارع كناقد، أو شاعر متمكن، يضاف إلى هذين الشرطين إعلامي ومهني ناجح في مجاله تفاعلاً مع ما سأوضحه باختصار، وهو ما دعاني لما ذكرته أعلاه، تابعت برنامجا في إحدى القنوات الفضائية -بالصدفة- وتفاجأت بحضور شاعر جزل أكن له كشخص وكشاعر كل احترام، ولكن الإشكالية كانت تكمن في ما نصه (من يقدّم من!؟) مع بالغ الأسف، مذيع في سنواته الأولى بعد العشرين ليس له أي علاقة بالشعر والثقافة قياساً بأسلوبه في الحوار وتدني مخزونه اللغوي وضحالة إلمامه بالشعر يحاور شاعرا علما في الستين من عمره، صاحب تجربة متبلورة تماماً في مجاله لا ينقص أبداً من وقاره الشخصي وشاعريته المتميزة أن يجامل -قناة شعبية ما!! في الحضور- بقدر ما يسيء الموقف لبعض رجال الأعمال الذين استثمروا وفشلوا في (بعض) استثمارهم مادياً أولاً وقبل كل شيء في ما يجهلونه، فالطب تخصص الأطباء، والهندسة تخصص المهندسين.. إلخ، ولا يعني هذا اقتصار حقل الاستثمار في مجال -ما- على من ينتمي له في موهبته، ولكن إذا كان ولا بد من ذلك فليستشر من يدرك كل الأبعاد الإيجابية في هذا المجال وتفاصيله المعقدة إلا على أهلها، حتى لا ينطبق عليه المثل المعروف «اللي ما يعرف للصقر يشويه».
وقفة: للأمير الشاعر عبدالله الفيصل -رحمه الله-
إن كان قلبك يا حبيبي نساني
فانت الذي خسرٍ ولا نيب خسران
أنا أتبدّل بك من الناس ثاني
والاّ أنت ما تلقى بدالي كحيلان