أظهرت التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية والحقوقية في دولة الكويت ومملكة البحرين، وقبلهما دولة الإمارات العربية المتحدة، وجود طابور خامس مجنَّد لتنفيذ مخططات وأجندات قوة إقليمية طامعة، تسعى للسيطرة على دول المنطقة.
فقد أظهرت تحقيقات دولة الكويت أن بعض الجاليات من الذين يقيمون على أرض الكويت، وبخاصة من الإيرانيين ومن الدول التي لها علاقات تحالفية مع نظام طهران، كانوا الأساس الذي بُنيت عليه شبكات التجسس الإيرانية.
أما في مملكة البحرين فقد أظهرت نتائج ما توصلت إليه التحقيقات القضائية التي أجرتها مملكة البحرين أن المشاركين في الأحداث الأخيرة، الذين اقتصروا على أبناء طائفة محددة، ليسوا بالضرورة من البحرينيين؛ فمنهم الإيرانيون واللبنانيون والسوريون والعراقيون، فضلاً عن المنحدرين من أصول إيرانية.
أما في دولة الإمارات فقد كشفت السلطات أن مجموعة من الجالية الإيرانية مناصِرة لحزب الله اللبناني يرسلون تبرعات واشتراكات للحزب، وأنهم يُشكِّلون خلايا نائمة جاهزة لتنفيذ تعليمات الحزب المبلَّغة إليه من سلطات طهران.
هذه النوعيات من الجاليات، التي تكاثرت عمالتها بصورة مريبة في دول الخليج العربي، أصبحت تُمثِّل خطراً وقنابل موقوتة تنتظر التفجير، كما أنها عيون لنظام لا يُخفي عداءه لأهل الخليج العربي، إضافة إلى أن هذه العمالة تُرسل ملايين الدنانير والريالات والدراهم إلى حزب الله اللبناني، التي تُستغل لترتيب المؤامرات العدائية ضد دول الخليج العربي؛ ولهذا فإن الواجب، ومن أجل تحصين الوحدة الوطنية وأمن الخليج العربي، أن نراجع عملية الاستقدام للحد من قدوم من يُرسَلون للعبث بأمن الخليج العربي، كما أنه من الضروري مراجعة مَنْ يوجد بين ظهرانينا ممن يكنون لنا العداء حتى وإن كانوا يحملون وثائق عربية، إلا أنهم مجنَّدون لتنفيذ أجندة دولة عنصرية طائفية لا تُخفي عداءها لأهل الخليج العربي؛ فليس من المعقول أن يكون عدد أفراد الجالية الإيرانية في إحدى دول الخليج العربي أكثر من 150 ألف عامل، أعمارهم لا تتعدى خمسة وثلاثين عاماً، وهم شباب مدربون وجاهزون لتنفيذ ما يصدر إليهم، يساندهم أبناء جاليات الدول المتحالفة مع نظام طهران، خاصة الذين يشاركونهم الولاء لولاية الفقيه.
هذه الإجراءات يُفترض أن تقوم بها كل دولة تعمل على تحصين مجتمعها وأمنها الوطني من عبث ما يُسمَّى بـ»الطابور الخامس».
JAZPING: 9999