لو أعرف من ابتدع تأجيز الطلبة آخر يومين قبل الإجازة، لقمتُ بنفسي لتسليمه للسلطات المحلية، بتهمة زعزعة الأمن الاجتماعي، فهذان اليومان أخطر أيام الإجازة، وذلك لأن الأولاد يعتبرون أنهم انتزعوها من فم الأسد! ولذلك تراهم في حالة هياج شديدة، يفرغون من خلالها غضبهم الشديد على الكتب والحصص والطوابير والإذاعة والمقصف والمشرفين والمدرسين والوكلاء والمدراء، وكل ما يمت بصلة للمدرسة الخايسة!!
أما نحن أولياء الأمور، فندفع ثمن هذا الهياج. فتجدنا نلاحق العيال في الشوارع «ملاحق»، نجمعهم واحداً واحداً، خوفاً من أن تمتد حالة الهياج على ما هو غير المدرسة. ولا يهنأ لنا بال، حتى ينتهي هذان اليومان، وندخل في الأيام الرسمية للإجازة، التي يسودها في الغالب حالة من السهر الطويل أمام التلفزيون، والنوم إلى ساعات متأخرة جداً من النهار، وكأنه ليس هناك غير هذه الإجازة.
إننا نتساءل عن الأسباب التي تجعل من وزارة التربية والتعليم، مؤيدة لهذه الظاهرة المقلقة. وأقول مؤيدة، لأننا لا نرى، سنة بعد سنة، أي حل لهذه السلبية الشديدة.
- هل الطلبة أقوى من وزارة التربية والتعليم، ليتمكنوا من الغياب بشكل جماعي من المدارس، كل يومين تسبق الإجازة، أية إجازة؟!
طبعاً لا. فإدارة أية مدرسة، (ولنقلها بكل صراحة) يسعدها غياب الطلبة، لأنها تغيب هي أيضاً، ولا أحد من الوزارة، يقول لهذه الإدارة ثلث الثلاثة كم!!!