مرت ذكرى الاحتلال الأمريكي الثامنة للعراق، الاحتلال الذي حوّل العراق إلى ولاية فارسية للإمبراطورية الصفوية التي ينشط أتباع ولاية الفقيه على إقامتها على الأراضي العربية.
ولأنه وبعد ثمانية أعوام لم تستطع قوات الاحتلال تدعيم النظام الذي يقوده المالكي والسياسيون من أصول إيرانية (المنتدبين لحكم العراق من خلال الأحزاب الطائفية) فإن النية متجهة لتمديد بقاء قوات الاحتلال وهو تأكيد لما ذكرته وثائق ويكلكس، فقد ذكرت بأن هناك اتفاق بين المالكي والإدارة الأمريكية على تجديد بقاء القوات الأمريكية في العراق بعد انتهاء اتفاق حول حالة قواتها، ووفقاً لهذا الاتفاق يجب عليها مغادرة البلاد قبل 31 ديسمبر 2011م.
ومع الحاجة إلى خلق مظهر من الامتثال لشروط الاتفاق ووعود أوباما لسحب قواته من العراق يقترح الجانب الأمريكي -كأحد الخيارات- نقلاً رسمياً للحفاظ على الوزارة الخارجية، وتستهدف هذه القوات الدفاع عن البعثات الأمريكية وموظفيها.
إن سبب هذا الخيار هو فتح -بالإضافة إلى سفارة في بغداد- القنصليات الأمريكية في كركوك وأربيل والموصل والبصرة، وعلى الرغم من تغيير الاسم ستكون القوات المتبقية قوى كافية ليس فقط للدفاع عن نفسها بل لإجراء العمليات المسلحة وهذا يعني أن هذه القوات ستكون لها نفس الصلاحيات والأهداف؛ فالخطط تقترح الاحتفاظ بحوالي 15000 - 20000 جندي في مختلف مناطق العراق.
ومن جانبه يؤكد العراقيون أن طلباً رسمياً عن تمديد بقاء القوات الأمريكية في العراق سيُقدّم إلى السلطات الأمريكية في أقرب وقت لحفاظ الاستقرار في العراق وللمساعدة في مكافحة التهديدات الخارجية والداخلية. وتؤكد السلطات العراقية بأنه الآن وفي المستقبل القريب لن تستطيع تحقيق الاستقرار بدون حلفائها، مع ذلك لا تستبعد السلطات العراقية بأنه ستظهر في السنوات المقبلة أزمة بين القوات المسلحة الكردية البيشمرغا والقوات العراقية بسبب الأراضي المتنازع. بينما تؤكد السلطات المركزية أنها لن تستطيع حل هذه المشكلة قبل سنة 2014هـ.
وإزاء هذه الخلفية يشير محللون إلى أن توقيع مثل هذا الاتفاق مع واشنطن بدون بحث في داخل العراق ومع الدول المجاورة يمكن أن تدهور مواقف المالكي في بلاده وخارجها، وأن الموافقة الفعلية من جانب المالكي على الاحتلال الأمريكي غير المحدد لبلاده يؤدي حتماًً إلى رفض من قبل معظم القوى السياسية في العراق وهذا في دوره يؤدي إلى تدهور الوضع في المجال الأمني وإعادة ظهور الاشتباكات الطائفية.
من جانب آخر فإن تحقيق هذا الاتفاق يفجّر أزمة في المنطقة، وقد رصد المراقبون بأن وزير الدفاع الأمريكي لدى زيارته المفاجئة إلى بغداد قد بحث هذا الموضوع.
وكل ذكرى والعراق بخير.