لم أرَ عنوانا لكتاب يهز القارىء من عنوانه قبل الولوج في أول صفحة منه كهذا الكتاب، فهذا الكتاب الذي قدمه أستاذنا القدير الدكتور يحيى محمود بن جنيد تحت هذا العنوان المعبر (المجتمع العربي من سيادة العلم إلى وحل الخرافة) فمن العنوان يتبين لك أن عالمنا العربي ساد بالعلم، ثم كانت الخرافة سببا في سقوطه في مستنقع من الوحل أخرنا كثيرا وجعلنا في آخر الركب إن لم يكن الركب تخلى عنا وسار بعيدا!!
فبعد أن كانت الأمة تقود المجتمعات الأخرى لأنها أمة تهتم بالعلوم أضحت بعد ذلك في مكانة سيئة لأنها قدمت وقدرت أشخاصا وقعوا في الخرافات من سحر ودجل وشعوذة وتقديس الأشخاص على حساب إهمال وتهميش العلم والمعلومة.
ولعلي أنقل للقارئ الكريم نصا من تمهيد الدكتور يحيى بن جنيد حيث قال عن كتابه: هذه محاولة لاستكشاف مسار السقوط بعد رحلة حضارة حلقت على جناحي العلم والعمل ولست أزعم أن كل ما فيها صواب بالضرورة، وليست هي رؤية خلصت عن تجربة وقراءات واسعة بل مجرد تصورات أولية جاءت نتاج قراءات غير متعمقة.
مسار السقوط مهد له قبول السكون والدعة من الإنسان بعد أن أحكمت الولوج في دروبه الملتوية جحافل الدراويش وأدعياء التصوف (ولن نول الصوفية من الزهاد والعباد) الذين راقَ لمستفيدين من صنيعهم سخروا قواهم في تبني ضلالاتهم.
جاء الدراويش يركبون موجة دجل يغرقون فيها ذواتهم ويستمتعون بالاسترخاء في حلقات انسلاخ عن همة الإنسان الذي هو مطالب في الأصل بتعمير الكون والاستفادة من قدراته في تحقيق حياة كريمة له ولمجتمعه.
هذا ما قاله الدكتور ابن جنيد في تمهيده لهذا العمل وهو لا مزيد عليه في أثر الخرافة والدجل والشعوذة والدروشة في تعطيل مسيرة الحياة.
لن أتحدث أكثر عن هذا الكتاب الذي جاوزت صفحاته الأربعمائة صفحة، فهو في متناول الأيدي وبالإمكان الوقوف عليه والاستفادة من مما جاء فيه.
للتواصل- فاكس – 2333738 -