تاهت بوصلة الإعلام الرياضي عن حقيقة التنظيم الذي وضعته الإدارة الشبابية لضبط العملية الاحترافية أو ما يسمى (اللائحة الشبابية) مما أوجب على رئيس نادي الشباب الأستاذ خالد البلطان عقد مؤتمر صحفي لتوضيح اللائحة التي لا تتعارض قانونياً مع (الفيفا) أو مع لجنة الاحتراف السعودية، بل هي لائحة (تصحيحية) لنظام الاحتراف وهي في صالح اللاعب المحترف وخارطة طريق لاحتراف حقيقي، حيث إنه لا احتراف بدون انضباط اللاعب داخل وخارج الملعب، فهذه اللائحة تدعم مسيرة اللاعب المنضبط وتعالج فوضى بعض اللاعبين الذين دخلوا عالم الاحتراف بعقلية الهواة، كما أنها تحمي سمعة الرياضة السعودية من السلوكيات المشينة التي تظهر من بعض اللاعبين السعوديين.
وتقييم هذه اللائحة لا يتم إلا بالمعيار القانوني فقط، وقد تم المصادقة عليها من الجهة المعنية وهي لجنة الاحتراف، كما أنها لائحة مطبقة في الأندية الأوروبية والفارق بينها وبين اللائحة المعتمدة من لجنة الاحتراف السعودية هو (خطأ في الترجمة) حيث إن لائحة الانضباط الدولية في (الفيفا) تتضمن عقوبات مالية بنسبة مئوية من (دخل اللاعب) أو من (الأجر) كاملاً، وهو مجموع قيمة العقد كاملا مع المرتبات، وليس من المرتب فقط، كما هو معمول به حالياً، فليس من المنطق أن يدفع النادي عشرين مليون ريال للاعب، ثم تكون العقوبة (500 ريال) لأنها لن تشكل رادعاً لأي مخالفة بل ستؤدي إلى التمادي في الأخطاء، وليس من المنطق أن يدفع النادي للاعب عقداً بثلاثين مليونا، ليبدأ اللاعب بعد هذه الثروة مشوار الفوضى والسفر والسهر وملحقاته، ثم يفقد لياقته وتركيزه داخل الملعب وتنتهي نجوميته دون أن يستفيد منه النادي، ودون أن يستطيع النادي استرجاع حقوقه المالية!!
إن مشكلة اللاعب السعودي تكمن في عدم انضباطيته وعدم احترامه للعقد الاحترافي، وهذه اللائحة ستحل هذه المشكلة وستحقق ثورة إصلاحية في احترافية كرة القدم السعودية، وكان يفترض أن تصدر هذه اللائحة عن لجنة الاحتراف وتعمم على الأندية لمصلحة الكرة السعودية فنيا وأخلاقياً، ولكن الإدارة الشبابية حققت ما عجزت عن تحقيقه لجنة الاحتراف، ولا عجب في ذلك!! والسؤال هو ما دامت لجنة الاحتراف اعتمدت هذه اللائحة لنادي الشباب، فلماذا لا تطبقها على بقية الأندية؟ وهل ستعمل الأندية بنظامين مختلفين تحت مظلة واحدة، وفي دولة واحدة؟
إن ثقتي في الإعلام الرياضي الواعي، وثقتي في لجنة خصخصة الأندية المشكلة حديثاً، تجعلني متفائلاً وواثقاً من تعميم اللائحة الشبابية وتطبيقها في باقي الأندية وعندها سيكون لدينا تغييراً في سلوكيات اللاعبين، يتحقق من خلالها احتراف حقيقي ينعكس إيجابياً على تطور الكرة السعودية، فالتاريخ الرياضي القريب يشهد بسقوط عدد كبير من نجوم الكرة السعودية، بسبب عدم التزام اللاعبين بمسؤولياتهم تجاه عقودهم وعدم احترامهم لمهنة كرة القدم، ولا يلام اللاعب لوحده، لأن المشكلة تكمن في غياب الوعي الإداري والفكر الاحترافي لدى غالبية العاملين في إدارات الأندية السعودية، والتي انعكست سلبياً على مستوى الوعي لدى اللاعب، إضافة إلى استغلال بعض وكلاء اللاعبين لهذه الحالة، من أجل خلق مشكلات بين اللاعب وناديه، لتنتهي المشكلة بصفقة انتقال اللاعب إلى نادي آخر، وقبض عمولة الانتقال.
نقاد بمعلومات ناقصة
انتقاد اللائحة حق للجميع، ولكن انتقاد اللائحة قبل قراءتها أو بدون فهمها أو اعتماداً على معلومات غير موثوقة، ينتج نقداً بعيداً عن الصواب، ورأياً مضللاً لا يخدم الصالح العام، وأطرف ما طرح حول هذا الموضوع هو تصريح أحد النقاد (القانونيين) عبر برنامج (خالف تعرف) الفضائي، بأن هذه اللائحة فيها انتهاك لحقوق الإنسان، وأنه سيعرضها على هيئة حقوق الإنسان السعودية!! وربما كان يقصد منظمة حقوق الإنسان الدولية، وهذا الكلام دليل على هشاشة معلوماته القانونية، حيث إن لجنة الاحتراف السعودية أو الفيفا هما المرجع لأي اعتراض على هذه اللائحة، أما إذا كانت المسألة تشويش وحب ظهور فقط، فله أن يرفع هذه اللائحة (لوكالة الطاقة الذرية) وله أن يسهب في الحديث عن الدواعي القانونية لذلك، فالمشاهد يحتاج لجرعة من الضحك والمرح.
الجيل الذهبي الثالث
في بداية التسعينات الميلادية ظهر الجيل الذهبي الأول لنادي الشباب وحققوا إنجازات كروية على مستوى النادي محلياً وخارجياً وساهموا في إنجازات المنتخب الوطني، ثم ظهر الجيل الذهبي الثاني قبل سبع سنوات وحققوا إنجازات ونجومية كبيرة، وهذا الموسم تراجعت نجومية الجيل الذهبي الثاني لدرجة تحتاج إلى التوقف عندها، ولدرجة تحتاج الاهتمام أكثر بمن سيخلفهم في المرحلة المقبلة، وهم الجيل الذهبي الثالث الذي أعلن قدومه بقوة من خلال الفريق الأولمبي الشبابي الذي يتصدر بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد حالياً، ويقدم نجوما يستحقون تمثيل الفريق الأول في الموسم المقبل، والإدارة الشبابية لديها الوعي والشجاعة الكافية لإعداد الجيل الذهبي الثالث وتقديمه بديلاً للجيل الحالي الذي توارت نجوميته وفقد هيبته الفنية، فأولمبي الشباب مؤهل وقادر - بإذن الله - لأخذ دوره وتحمل مسؤوليته لإعادة شخصية الفريق البطل في الموسم المقبل، والكرة في ملعب الرئيس الشجاع.
متابع رياضي