أخافتني الاقتراحات التي رفعها مجلس الشورى، بخصوص السماح لشركات الطيران الخليجية بالعمل في مجال الرحلات الجوية الداخلية في المملكة. ومصدر خوفي نابع من شيئين. الشيء الأول: أننا وصلنا مع الخطوط السعودية إلى مرحلة يأس كاملة، وكأنها لم تعد تملك من الكفاءات الوطنية، مَنْ يستطيع أن يحل مشاكلها، ويحولها إلى شركة قادرة على تلبية احتياجات السوق المحلي، عبر القضاء على سلبياتها المتكررة، سواءً تأخير الرحلات أو سوء الخدمات أو ارتفاع أسعار التذاكر. أما الشيء الثاني: فهو لجوء مجلس الشورى إلى حلول خارجية، وكأنه تأثَّر باتحاد كرة القدم السعودية، الذي بدل أن يضع حلولاً للتدريب والتحكيم المحلي، ريَّح رأسه من الصداع، وفتح الباب على مصراعيه للتدريب والتحكيم الأجنبي!
إذا نحن وضعنا الحل الخارجي، مَهْرباً لمآزقنا المحلية، ماذا سنترك إذاً للشركات والمؤسسات التي لا تعترف بالحلول والكفاءات الوطنية؟! سنكون مثلنا مثلها. وبعد ذلك، سوف تنكسر أعيننا، وسوف لن نمتلك الجرأة لأن نقول لا، لأي حل أجنبي. وقبل هذا وذاك، فإن الاستعانة بالخطوط الأجنبية، ربما يحل (وأنا متأكد أنه لن يحل) بعض المشكلة، لكنه لن يحل المشكلة كلها. ولذلك فإنه لا مناص من التوجه للحل المحلي، للخطوط السعودية، والتي إن لم يتم حلحلتها من أساساتها، فإننا سنظل نعاني الأمرّين، كلما لاح السفر.