كثير هم الذين يتركون مواقعهم وينزلون من كراسيهم لكنهم لا يبقون أعمالاً يذكرون بها، أو آثاراً يحمدون عليها وقلّة هم الذين يغادرون أعمالهم لكنهم يتركون أجمل الأثر وأبهى العمل وأجل الخدمات.. ولا عبرة بعدد السنوات على الكرسي.. فقد يبقى المسؤول سنوات محدودة لكن يترك الكثير من الأعمال المتميزة الكبيرة التي تحتاج إلى عشرات السنين. من هؤلاء الرجال المسؤولين، والذي شهد له الجميع بصدق الإخلاص وتميز الإنجاز، وحيوية العمل وجميل المبادرات والمهرجانات، سعادة المهندس مساعد السليم محافظ عنيزة الذي غادر موقعه مع رغبة المواطنين ببقائه واستمراره ليواصل عطاءه وأعماله لخدمة محافظة عنيزة وأبنائها.
لقد استطاع هذا المحافظ خلال سنوات معدودة أن ينجز في عنيزة الكثير بدعم الدولة الرشيدة، ومتابعة ومؤازرة سمو أمير منطقة القصيم فيصل بن بندر الذي يعرف الرجال ويحفزهم وهو الحريص على تكون القصيم بحاضرتها، ومحافظاتها ومراكزها أنموذجاً للتطور، يساعده سمو نائبه الفاضل الأمير فيصل بن مشعل.. من هنا استطاع م. مساعد بتعاون الجهات الحكومية بالمحافظة ورجال الأعمال وأهالي عنيزة معه أن يكمل ما بدأه سلفه النبيل أ. عبدالله يحيى السليم حيث نقل عنيزة - خلال سنوات محددة نقلة رائعة سواء في تطورها العمراني أو مستوى خدماتها أو مشروعاتها أو مهرجاناتها وقد كان الرجل يجد ويتفانى ويواصل العمل - كما شهد له الجميع.
إنّ الكثيرين - مهندس مساعد - كانوا يتمنون بقاءك وأوّلهم سمو أمير المنطقة وسمو نائبه ولكن إصرارك على أن تودع موقعك كان الخيار الصعب على الجميع وأجزم أنك - فعلاً - تعبت من العمل حيث عشت كل دقيقة في يومك لأداء أمانتك، وخدمة محافظتك.. وهذا ما يريحك، لكن كم أسف عارفو فضلك عن ترجلك.. وإننا لندعو لك بإنجازات أخرى في مرحلة عطائك القادمة فقد كنت وفياً ومعطاءً وأنت تستحق كل تقدير ونجاح، ونسأل الله لخلفك أن يوفقه للمزيد من العطاء والإضافة لخدمة محافظة عنيزة العزيزة.
وإننا في الوقت الذي نودع الحافظ السابق، نرحب فيه بالمحافظ الجديد أ. فهد بن حمد السليم الذي يمتاز كسلفه بالنشاط والخلق الكريم، وقد عمل بالمحافظة ما أكسبه الخبرة التي ستعينه - إن شاء الله - على المزيد من العطاء والإضافة لما قدمه سلفاه من أجل هذه المحافظة العزيزة وأهلها.