فاصلة:
((من فقد اعتباره لنفسه لم يبق لديه شيء يفقده))
- حكمة عالمية -
تساءل الدكتور «علي الموسى» في زاويته الأسبوع الماضي الموسومة ب»ألا تخجلون من هذه الكوارث الأخلاقية في مجتمعنا»
عن الثقافة الاجتماعية التي تجعلنا لا نطمئن لخروج المرأة لتسير في طرقات الشارع بمفردها دون خوف من الذئاب البشرية، لماذا دون شعوب العالم نحن فقط من يتلبسنا القلق حين يذهب الأطفال والنساء خارج المنزل ونشعر بالراحة حين يعودون سالمين؟
أود أن أخبر كاتبنا القدير بأن المسالة في غاية البساطة المؤلمة...
هو سؤال واحد ماذا تعني المرأة في ذهنية هذا المجتمع؟
علماء النفس لديهم اختبار لطيف اسمه تداعي الكلمات يطرحون على الشخص كلمة ما ويسألونه عما يخطر بباله حينما تذكر هذه الكلمة. معظم الكلمات هي أفكار وتترجم بعدها إلى سلوك.
لو سألنا أفراد مجتمعنا رجالاً ونساء عن تداعيات كلمة «امرأة» هل هي أم، زوجة، ابنة، حنان، أرض، عطاء. أم هي عار، نعجة والرجال ذئاب، كائن ضعيف، قاصر....
بناء على مفهوم هذه الكلمة تبني سلوكياتنا تجاهها ويتكون الفكر الجمعي تجاه إنسان بحسب نوعه ليس إلا فلا ينظر إلى صفاته أو سلوكه إنما يؤطر في إطار النوع.
ولأن مجتمعنا عانى من الانغلاق الفكري زمنا فإن قضية صراع القيم تبرز فيه نظراً لتأصل قيم تقليدية بعضها مخالف للدين لكنها بسلطة العرف تعاطاها المجتمع وتآلف معها.
حينما تتساءل ألا نخجل من هذه الثقافة... أخبرك بأن الكارثة إننا لا نخجل يا سيدي، الكارثة إننا كما تلك الحكاية عن المجنون الذي ظن أنه دجاجة فلما أقنعوه بأنه ليس دجاجة قال ومن يقنع الناس أني لست كذلك!!
فإذا كانت بعض النساء تتعامل مع كينونتها بأنها نعجة فمن يقنع الذئاب إنها ليست كذلك!!
بالرغم من أن ابن القيم رحمه الله قال:
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
إلا إنني أراها مصيبة أعظم حينما أرى النساء أنفسهن وهن مستمتعات بالوصاية اللامنطقية وبالاستعباد في زمن لم يعد هناك عبيد للبشر على وجه الأرض في كل بقاع العالم.
فالقضية أصلها امرأة فهي التي تبني المجتمع وهي التي تربي أولادها ليكونوا رجالاً أو ذكوراً وبالتالي تكون ثقافة منتشرة لأنها مستمرة وليس لأنها ثقافة جديدة!!.