(هم) أولئك المجللة رؤوسهم بعمائم الكراهية والحقد، الذين جندوا أنفسهم وأعوانهم للنيل والكيد من قبلة المسلمين، أحفاد الصفوية التي نزعت برقع الحياء وغدت تعلن بكل صراحة أنها تكره العرب، وتكره كل ما يمت للعقيدة الإسلامية الصافية من شوائب العبودية والاستعباد والظلم والقهر وأخذ أموال الناس بالباطل، وغير ذلك مما يطول سرده من شواهد الخروج على الدين الصحيح، وإثارة الفتن والبغضاء ونزعات الشر والكراهية، ومن يساندهم ويسير في ركبهم من الآبقين الذين تربوا على ثرى هذه البلاد ثم خرجوا عليها، ومدوا أيديهم للشيطان دون حياء أو خجل، وعروا ظهورهم ورضوا بأن يجعلوا أنفسهم مطايا رخيصة ذليلة يركبها المعممون للنيل من إيمانيات الأهل وأمن والوطن.
أما (هي)، فحبنا الكبير، المملكة العربية السعودية، بلاد الحرمين الشريفين، بلاد الخير والاستقرار، بلاد الأمن والاطمئنان، بلاد استمدت نهج حياتها من شرع ربها، بلاد جند ولاة أمرها كل طاقاتهم وجهودهم لخدمة بلادهم ودين ربهم، الدين الحق الذي ارتضاه الله للبشرية عامة، الدين المتوافق مع الفطرة السليمة التي تأبى العبودية إلا لله وحده، وترفض كل أشكال العنف والذل والظلم، وتكره كل ما لا يتوافق مع الطبائع البشرية والقيم الإنسانية.
أما (نحن)، فأبناء هذه المملكة جميعهم، التي تظللنا سماؤها، وتقلنا أرضها، وتجود علينا خيراتها، نحن أبناؤها الأوفياء، الذين لا نرضى لها بديلا، ولن نسمع لأي ناعق وناهق مهما علا صوته، ولن نسمح لأي كائن أن يطأ ويدنس ذرة من ترابها الطاهر.
لهذا نقول لأحفاد الصفوية المجللة رؤوسهم بعمائم الكراهية والحقد، نرجوكم ألا تدخروا جهدا أبدا، وألا تترددوا في الاستعانة بكل الوسائل التي تحلو لكم، وبكل الآبقين الناهقين الذين يجيدون فن السباب والتطاول والنباح، نرجوكم كل الرجاء، و ندعوكم بكل الصدق، أن تظلوا على هذا المنوال من السفه وقلة الحياء، كل هذا القبح والكره، كل هذا الحقد والبغض، لأنكم بقدر ما تجود به نفوسكم المريضة من قبيح الكلام، وسفيهة القول، بقدر ما يزداد حب بلادنا في قلوبنا، وقديما قيل: السماء لا يضيرها نبح الكلاب، والعنب لا يضيره تف الثعالب، والهامات الشامخة، لا تقبل أبداً، ولا ترضى إلا أن تظل مرفوعة الرأس، لا تلتفت إلى الصغائر مهما كانت لأنها صغائر، بلادنا راسخة البنيان، واثقة الخطى، تستمد قوتها وثباتها من أصالة معتقدها، وأبناؤها الكرام لن يلتفتوا لغثائكم، ولن تهزهم هذاءاتكم، ولن تؤثر في وجداناتهم أراجيفكم و أباطيل كاذبكم.
فيا أيها الذين جندوا أنفسهم وأذنابهم وأبواقهم للطعن في حبنا الكبير المملكة العربية السعودية، اعلموا علم اليقين أنكم كلما ازددتم لها كرها، كلما ازددنا لها حبا، يزداد حبها في القلوب ويرسخ، وتتقد جذوة الوله في الوجدان لها وتتأصل، ويشتعل لهيب الغيرة للتمسك بها وبثوابتها وقيمها، وأنكم بهذا العدوان تعززون قناعاتنا بأن بلادنا على الحق، وأنها دون غيرها هي الشوكة والغصة التي ستبقى بإذن الله في حلوقكم تحول دونكم ودون تحقيق أطماعكم وأحلام اليقظة التي صدعت رؤوسكم الخاوية من العقل والمنطق.
إن عقول أبناء المملكة راشدة ناضجة، تدرك وتعي، تفهم وتحلل وتستنتج، ليست مثل عقول الإمعات الذين سلبتم إراداتهم وعطلتم خياراتهم، وصرتم تقودونهم إلى خيارات لا يؤمنون بها، وتدفعونهم إلى مهاوٍ لا يرضونها، خيارات لا تتفق مع صحيح الشرع، ولا مع صريح المنطق.
أبناء المملكة يسيرون وفق خيارات ارتضاها لهم شرع ربهم الصحيح المستمد من القرآن الكريم، ومن سيرة سيد المرسلين، ولهذا عليكم أن تدركوا أن أبناء المملكة محصنون وبقوة ضد كل الأراجيف والأقاويل والأباطيل، متمسكون بعقيدتهم التي منها يستمدون العون والثبات، مستمسكون بوحدتهم الوطنية التي جمعتهم تحت راية التوحيد، في وحدة راسخة يستحيل اختراقها، أو زعزعة ثوابتها المتجذرة في العقول الوجدانات.
هل أدركتم لماذا كلما ازددتم لها كرها، ازددنا لها حبا؟