الشاعر الفلسطيني المشهور هارون هاشم رشيد، والمولود في غزة الصامدة عام 1927م الذي سبق وشغل منصب مندوب فلسطين المناوب في الجامعة العربية لسنوات عدة، وحصل على ثلاث جوائز أدبية، وألّف أكثر من عشرين ديوانا، أولها (الغرباء) في عام 1954م بالقاهرة حيث يقيم حاليا، ورواية وأربع مسرحيات شعرية وثلاث دراسات مهمة في الشعر والأدب والقضية الفلسطينية، إضافة إلى سباعيات ومسلسلات بالعشرات كتبها لإذاعة (صوت العرب) المصرية، وغيرها الكثير.
كما غنى للشاعر الفلسطيني المعروف مطربون عرب أكثر من تسعين قصيدة، منهم الفنان محمد فوزي، والفنانتان المشهورتان فيروز وفايدة كامل، وكذلك غنى له الفنانان المصريان كارم محمود ومحمد قنديل، كما غني له قطبا الأغنية السعودية والخليجية والعربية صوت الأرض الفنان الراحل طلال مداح وفنان العرب محمد عبده وغيرهم الكثيرون.
وفي العام 2010م صدر للشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد في العاصمة الأردنية عمان ديوان جديد، بعنوان (أناشيد العودة) وضم أهم قصائده التي ترجمها إلى الإنجليزية الأستاذ كرمة سامي. ومنها بالذات قصيدة (صرخة لاجئ) الشهيرة، لكن أكثر ما اشتهر به هارون هاشم رشيد (سنرجع يوما) والتي غنتها المطربة اللبنانية المعروفة بلقب (سفيرة القمر-فيروز) ونسبها الكثيرون إلى الأخوين رحب، فيما هي من نظمه وإنتاجه، ومطلعها: «سنرجع مهما يمر الزمان... وتنأى المسافات ما بيننا...سنرجع يوما إلى حيينا...إلخ ماتقوله القصيدة الشهيرة التي يرددها كل فلسطيني عربي مسلم غيور على عروبته.
ولكن السؤال الذي أتوقع أن يطرحه كل قارئ وقارئة لمقالتي هذه وهو»ما العلاقة ياسيدي بين القذافي وهارون هاشم رشيد؟؟؟ والإجابة بسيطة جدا ياسادة ياكرام، هو أن العقيد القذافي قد سطا على قصيدة الشاعر الفلسطيني ونسبها مع مزيد من الأسف والخجل لنفسه كما اغتصب السلطة في عام 1969م من الملك إدريس السنوسي، ومن بعدها استنسخ عبارات وأفكارا بالعشرات كتبها وأنتجها سواه فضمها إلى كتابه الجديد (الدستور الليبي- الكتاب الأخضر)، موحيا بأنها من نتاج أفكاره. ودعوني أذكركم بالكلمات الارتجالية (التي حفظت إليه قبل المناسبة) التي ألقاها العقيد مساء الثلاثاء 22-3-2011م بسرق أبيات من قصيدة نظمها الشاعر هارون هاشم رشيد، فبدت وكأن العقيد القذافي ناظمها حين أنهى بها كلماته التي ألقاها على جمهوره من (مؤيديه) عند باب العزيزية، وبثها التليفزيون الليبي...واسمعوا ماقاله العقيد القذافي:» أيها الشعب العظيم، إنك تعيش الآن ساعات مجيدة، هذه هي العزة، هذه هي الساعات المجيدة التي نحياها الآن، كل الشعوب معنا، نحن نقود الثورة العالمية ضد الإمبريالية، ضد الطغيان، وأنا أقول لكم أنا لا أخاف من العواصف وهي تجتاح المدى، ولا من الطياير (الطائرات) التي ترمي دمارا أسود.
أنا صامد، بيتي هنا في خيمتي في المنتدى أنا صاحب الحق اليقين...إلخ...ما جاء في كلماته. والكلام الذي قاله القذافي في خطابه المرتجل على مؤيديه مسروق من قصيدة شهيرة للشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد والذي يقول مطلعها»:
أنا لن أخاف من العواصف... أنا لن أعيش مشردا... أنا لن أظل مقيدا... أنا لي غد... وغدا سأزحف ثائرا متمردا... إلخ... ما جاء في القصيدة... ألا توافقونني ياسادة ياكرام لو أن العقيد استشهد أو ذكر قول الشاعر هارون هاشم رشيد الذي يختلف معه في المبدأ والعقيدة والهدف... ولكن نقول: من سرق قصيدة...سرق وطنا...وعليكم التفسير!!!!