أسس المنتدى وفق أجندة عالمية للحوار بين الحضارات تبنتها كل من الجمعية العامة للأمم المتحدة (نوفمبر 2002)، واتفاقية اليونسكو لحماية وتطوير ملامح التعددية الثقافية (2005) التصريح الإسلامي حول التعددية الثقافية الذي أصدره الإيسسكو في العام 2004م، إعلان وخطة عمل القمة الثالثة لرؤساء الدول والحكومات ذات العضوية في المجلس الأوربي، الكتاب الأبيض للمجلس الأوربي لحوار الحضارات (مايو 2008) وإعلان باكو لتطوير الحوار بين الحضارات.
بادرت حكومة أذربيجان لاستضافة المنتدى العالمي لحوار الحضارات الذي سيعقد في الفترة من 7-9 أبريل 2011 بمدينة باكو تحت رعاية سعادة السيد إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان في إطار عملية باكو التي تمت في مؤتمر وزراء ثقافة الدول الأوروبية والدول المجاورة لها في ديسمبر 2008م، الهدف من عملية باكو هو إنشاء إطار اسمي تناقش فيه التحديات الآنية بروح حوار الحضارات والقيم العالمية.
* لماذا اختيرت أذربيجان؟
- تعتبر أذربيجان واحدة من الأماكن الفريدة حيث تلتقي ثقافات وحضارات عديدة في ملتقى الطرق بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، وفي نفس الوقت هي عضو في كل من المنظمات الإسلامية والأوربية، فهي بهذه الصفة تكون قد امتصت قيم الحضارتين، الأمر الذي مكنها من أن تكون معبراً أصلياً، وليس من قبيل الصدفة أن تعقد الكثير من المؤتمرات، مؤتمر وزراء ثقافة الدول الأوربية والأقاليم المجاورة لها (ديسمبر 2008)، مؤتمر دور المرأة في الحوار بين الثقافات (يونيو 2008)، مؤتمر وزراء ثقافة الدول الإسلامية (أكتوبر 2009)، المائدة المستديرة الوزارية لرعاية الحوار والتعددية الثقافية - عملية باكو: تحدٍ جديد للحوار بين الحضارات، مؤتمر وزراء ثقافة الدول المتحدثة باللغة التركية (أكتوبر، 2009)، وقمة قادة الأديان العالمية (أبريل، 2010)، كل هذه المؤتمرات عقدت بالعاصمة الآذارية باكو.
* ولماذا حوار الحضارات؟
- عندما لاحت التحديات وعلت فوق الأجندة السياسية، ظهرت فكرة حوار الحضارات كصفة بسيطة وواضحة لمتلطبات المرحلة. الخطورة تكمن في التمزق الدائم للمجتمعات الدولية وتشطرها إلى شطائر تعبر عن النفس والآخر على أسس دينية، لونية ولغوية أو جنسية أو خليط من ذلك كله، والحل يكمن في القضاء على هذه الصور جميعاً عن طريق حوار واستماع يقوم به الأفراد، المنظمات غير الحكومية، الحكومات والمنظمات الحكومية.
بالرغم من بقاء هذه الإجراءات كخط مميز للتحقق وكخطوة عظيمة نحو التفاهم والممارسات الجيدة إلا أنها قادت عام 2003م، إلى انبثاق الكتاب الأبيض لحوار الحضارات الذي صدر عن المجلس الأوربي وترجم بعد ذلك إلى لغات عدة، لكن هذا التحدي على مستوى عالمي وليس قاصراً على المستوى الأوربي فقط، وليس على المفهوم القائل بعدم وجود بقعة على الأرض تمتاز بمناعة من عدم التسامح الثقافي، ولكن على مفهوم أن للعالم جانبه المظلم في خلق عالم تتعاظم فيه الحيرة والالتباس، حيث قام وبصورة متناقضة في زيادة وتعظيم مطالب القوى المتنفذة.حوار الحضارات حالياً يعتبر مشروعاً للأمم المتحدة (خاصة عبر تحالف الحضارات واليونسكو)، وكذلك مشروعاً للمجلس الأوربي (وشريكه مركز الشمال والجنوب) وسلسلة من المنظمات الانتقالية، الاتحاد الاوربي، اليكسو، إيسسكو، أنا ليند المؤسسة الأرو - متوسطية للحوار بين الحضارات، كذلك هو مشروع حكومات، خاصة وهي قد اكتشفت أن كل النماذج السباقة لإدارة التعددية الثقافية تبدو غير كافية في مقابل التحديات المتزايدة، وهو موضوع ضاغط على المنظمات غير الحكومية لممارسي الأعمال والثقافات على الأرض، وكيف لهذه المنظومة الواسعة من مظاهر الحوار أن تمارس بحيث تكون منسجمة كأوركسترا أكثر من كونها صوتاً نشازاً.