عندما أطل علينا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وألقى كلمته التاريخية لشعبه أجزم يقيناً بأن أغلبية الشعب السعودي كان يعلم أن أبا متعب في كلمته خير كثير وعام لشعبه بأكمله، وبقي الجميع متسمراً أمام الشاشات ينتظرون ما سيقوله القائد الفذ.
وعندما بدأ خادم الحرمين بكلماته كانت مُعبِّرة، تحمل في طياتها كل الحب والامتنان والعطف للشعب السعودي، وختمها بطلب أثر في قلوب المشاهدين من أبناء شعبه «لا تنسوني من دعائكم»، أعتقد أن في هذه اللحظة فقط الكثير دمعت أعينهم حباً لهذه الشخصية الفذة، ملك أحب شعبه فأسر قلوبهم، ملك يخاطب شعبه فيقول «إنني أستمد العزم والعون والقوة من الله ثم منكم»، فما الذي تتوقعه من شعب وفيّ ومحب ومخلص لقائده.
تنهمر بعد ذلك حزمة من الأوامر الملكية التي أدخلت الفرح والسرور في قلب كل مواطن ومواطنة، وبشموليتها لم تترك أحداً في مملكة الخير إلا ولامست احتياجاته، من العلماء والقضاة والدعاة ورجال الأمن وموظفي الدولة وطلبة العلم والجامعات ومحدودي الدخل والجمعيات الخيرية والمؤسسات والأندية الثقافية والأدبية والرياضية..
وأعتقد أن من أهم هذه الأوامر الأمر الملكي القاضي ببناء 500 ألف وحدة سكنية بكلفة 250 مليار ريال سعودي، ثم يأتي رفع قيمة القرض السكني إلى 500 ألف ريال، وتأكيده - سدد الله خطاه - ضرورة ملاحقة الفساد والمفسدين بكل حزم من خلال إنشاء «الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد»، والرائع أن الأمر الملكي نص بصريح العبارة على مرجعيتها المباشرة لخادم الحرمين الشريفين، وأن عملها يشمل جميع الفئات والقطاعات الحكومية والخاصة، ولا يُستثنى مَنْ ذلك أحدٌ كائناً من كان.
وهنا تنجلي تلك السحابة السوداء عن رؤوس المواطنين أصحاب الدخول المحدودة الذين كانوا يحلمون بمسكن العمر؛ فنبارك لهم هذه اللفتة الحنونة من خادم الحرمين الشريفين.
ولا يقف الأمر عند ذلك فقط بل إن قيمة القرض السكني ارتفعت إلى نصف مليون ريال. ولأن خادم الحرمين الشريفين بحكمته وحنكته بوصفه قائداً يعلم أن هذا القرار مع نفعه الكبير قد يضر فقد شدَّد على القائمين على وزارة التجارة بمتابعة وتتبع من يستغلون هذا القرار في رفع أسعار مواد البناء، ووجَّه باستحداث وظائف مراقبين لوزارة التجارة.
حفظك الله وأطال في عمرك يا أبا متعب، معنا في كل همومنا.
المتأمل في مجمل القرارات التي صدرت يلاحظ أنها معالجات متوسطة إلى طويلة المدى، كما أنها تصب في مصلحة الاقتصاد الوطني، وهي تُعنى أساساً بالتنمية بأوجهها المختلفة مع أولوية للمواطن سعياً إلى رفاهيته ومكافحة الفساد ورفع مستوى معيشة المواطن بتحسين الرعاية الصحية وفتح مجالات العمل ووضع حد أدنى للأجور، وغيرها.
وهذا يعني أن المليك المفدى يعالج هموم شعبه في العمق بخطوات محسوبة، وبتدرج مطلوب له أبعاده.
هنا يا سيدي يا خادم الحرمين الشريفين يا من ناشدتنا في كل ظهور لك وآخره طلبك من شعبك أن يُعفيك من لقب «ملك الإنسانية» و»ملك القلوب»، وحبك لدينك قبل دنياك، يحق لي وللشعب السعودي أن نفخر بك، أنت حقاً مفخرة للمسلمين والعرب.
اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تحفظ لنا قائدنا، وأن تسبغ عليه موفور الصحة والعافية، وأن تسدد خطاه لما فيه الخير لدينه ووطنه وشعبه وللأمة العربية قاطبة والإسلامية.
*رجل أعمال