|
الظهران - عوض مانع القحطاني
قام صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، صباح أمس بجولة ميدانية على مجموعات من الألوية بالمنطقة الشرقية؛ حيث قام سموه بزيارة تفقدية لمجموعة لواء خالد بن الوليد الثاني عشر المدرع ومجموعة لواء أبوبكر الصديق السابع عشر ومجموعة تمثل لواء طارق بن زياد الرابع والعشرين ولواء الملك فهد السادس ولواء الملك سعود السادس عشر. وقد تجوَّل سموه بعربة مكشوفة متفقداً هذه الألوية والمعدات العسكرية.
عقب ذلك ألقى سموه الكلمة الآتية:
إنها لمناسبة طيبة أن أكون هنا معكم، وبينكم، أتفقد أحوالكم، وأطلع على أوضاعكم، ناقلاً لكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز القائد الأعلى للقوات العسكرية كافة، وتقدير سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وتمنيات سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، مقرونة بخالص دعواتهم لكم بدوام العون والتوفيق في كل ما يُناط بكم من واجبات رجولية، ومهام وطنية في كل مكان وزمان على ثرى بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية.
وقال سموه: إن هذه المملكة يحق لنا أن نفاخر بها نحن السعوديين.. كيف لا؟ وقد كرمها الله بوجود مكة المكرمة، فيها أول بيت وُضع للناس، ومهوى أفئدة المسلمين وقبلتهم، وأيضاً تشرفها باحتضان المسجد النبوي الشريف على ساكنه أفضل الصلاة وأتم التسليم، كما أكرمها الله بثروات اقتصادية عظيمة، ساهمت وبتوجيهات قيادتنا الحكيمة في أن تحافظ على الاستقرار والتوازن الاقتصادي في العالم أجمع.
وها أنتم أيها الرجال البواسل تقفون شامخين وبأرواحكم مفتدين كل شبر من ثرى هذه الأرض الطيبة، وهذا هو ديدن الجندي والمواطن السعودي.
وأضاف سموه بأن المواطن خط الدفاع الأول ضد أي إرجاف أو مهاترات حتى أصبح مضرب المثل وفق تقارير وكالات الأنباء العالمية، وكان محل تقدير وفخر قيادتنا الغالية أعزها الله.
وأشار سموه في كلمته بالقول إنه في خضم الأمواج المتلاطمة من زلازل وبراكين وأمواج مد بحري إلى عدم استقرار سياسي في كثير من بقاع العالم تبقى بلادنا - ولله الحمد والمنة - بعيدة كل البعد عما يجري، ولكن ذلك لا يعني الركون إلى الدعة والراحة، بل تدعونا كل المجريات للعمل بجد للاستعداد لكل ما قد يطرأ، بقراءة متأنية ودراسة الأوضاع بحكمة، وبالتدريب المتواصل، وبالتأهب النفسي اللازم.. فرجال القوات المسلحة مدعوون الآن أكثر من أي وقت مضى لأخذ الحيطة والحذر، وها أنتم أيها الأبطال تقفون في هذه المنطقة الغالية مستعدين، وشعبكم وقيادتكم بكم فخورون.
واختتم سموه كلمته قائلاً: بالأمس القريب خاطب سيدي خادم الحرمين الشريفين رجال القوات المسلحة بكلمات أبوية صادقة تحمل الحب لكل رجل منكم.
أتبعها - حفظه الله - بجملة من الأوامر الملكية المباركة تحفظ الكرامة وسعة الرزق والعيش الكريم لأبناء الشعب كافة، وكان أحدها القاضي بترقية العسكريين كافة المستحقين للترقية لمختلف الرتب، وكذا دراسة المتطلبات من ناحية الإسكان والصحة لأبنائه العسكريين.
إن التاريخ ليفخر بما يحدث في المملكة بوصفها دولة فريدة تشهد تلاحماً نادراً بين القيادة والشعب، لحمته الحب والوفاء والولاء مع خالص الشكر لمقامه الكريم على هذه العطاءات المفعمة بالخير والبركات، سائلين الله - جلَّت قدرته - أن يحفظ مليكنا وباني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني، وأن يديم على وطننا نعمة الأمن والأمان ودوام الاستقرار.
وعقب الجولة أجاب سموه عن أسئلة الصحفيين.
حول سؤال الجزيرة عن ما يقوم به درع الجزيرة المتواجدون بالبحرين وإمكانية تطويره قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بأن (درع الجزيرة) كما تعلمون منشأة بقرارات مؤتمر قادة دول مجلس التعاون.. وهي متواجدة حسب طلب مملكة البحرين الشقيقة من خلال الأنظمة والمواثيق بين دول مجلس التعاون تحت قيادة رئيس أركان القوات البحرينية وهي تعمل للدفاع عن أمن وسلامة مملكة البحرين من أي اعتداء على أنظمتها المعروفة عالياً والواضحة.
وحول سؤال الجزيرة عن أن هناك لغة إيرانية تصعيدية تسعى إيران إلى عدم استقرار المنطقة أجاب سموه بأن لغة التهديد والتصعيد التي تطلقها الجارة إيران.. نحن دائماً نتطلب التعقل والعمل وكل ما يهمنا اتباع أوامر سياسات قادتنا الحكيمة واضعين أمام أعيننا فقط حماية أمننا وحماية حدودنا وحماية منطقتنا ونحمد الله أن لدينا حكمة في قيادتنا الرشيدة للعمل لدرء المخاطر وحفظ السلام والأمان والاستقرار بالمملكة العربية السعودية، وإن شاء الله في منطقة الشرق الأوسط.
وحول سؤال عن الأوضاع باليمن وأثرها على حدود المملكة أجاب سموه: الحمد لله أريد أن أقول بأن حدودنا آمنة وقواتنا المسلحة دائماً متواجدة على حدودنا مع باقي القطاعات العسكرية مثل حرس الحدود والأمن على حدودنا مستتب ونحن نتمنى للشقيقة اليمن الهدوء والاستقرار وعلى ما يؤمِّن على مصلحة الشعب اليمني.
وحول سؤال عن دعم درع الجزيرة بالبحرين قال سموه: لا نعطي الأمر والموضوع أكبر من حجمه الأوضاع ولله الحمد آمنة ومستقرة في دولة البحرين ما هنالك أن القوات المسلحة والقوات المشتركة لدول الخليج تريد الأمن والاستقرار في شعوبها.
وأكد سموه أن القوات السعودية المسلحة تعمل على حماية حدودها براً وبحراً وجواً وهذا شيء نضعه أمام أعيننا لحماية مكتسبات الوطن وتنفيذه بالحرف الواحد ونحن نتطلع إلى الاستقرار بالمنطقة كافة.
وأبان سموه بأن سياسة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين متعقلة والتي هي مفخرة منذ أن وحد الملك عبد العزيز - رحمه الله - هذه البلاد.. وهذه البلاد تسير على نهج واضح تسعى إلى السلام بكل أنواعه على أن لا نسمح أن تُمس المملكة بأي شيء مهما كان.
وحول سؤال عن الانسحاب الأمريكي من الخطوط الخلفية من المشكلة الليبية من أجل أن تتجه للخليج ما صحة ذلك؟.
قال سموه: لم نسمع شيئاً من ذلك والوضع في ليبيا قد بحث في الجامعة العربية من خلال سمو وزير الخارجية موقف المملكة العربية السعودية من هذه المشكلة، ونحن دائماً نتمنى لكل الدول الشقيقة الازدهار والنمو والتطور.
وحول سؤال للجزيرة عن توجه المملكة لمساعدة الشعب الليبي كما فعلت بعض الدول أجاب سموه قائلاً: كل الدول لها سياستها والمملكة العربية السعودية بالنسبة لهذا الاتجاه عندما يكون هناك أي تفكير سيكون ذلك من خلال توجيهات القيادة العليا ومن خلال وزارة الخارجية.
وحول سؤال عن تدخل إيران في منطقة الخليج ودائماً تلعب الطائفية فلماذا لا يكون هناك موقف مثالي من دول الخليج بما تقوم به إيران أجاب سموه: المملكة العربية السعودية عندها الجميع سواء.. المملكة الشعب السعودي فيها شعب سواسية كلهم ليس هنالك تفرقة يحظون بالاهتمام والازدهار ولو كان كل الدول تعمل بسياستها والتاريخ يعرف الأرقام تحكم مدى الازدهار والاقتصاد وأمان كل الدول بناء على اتجاهاتها وسياساتها، ودمتم.
وقد كان في استقبال سموه عند الجولة على هذه الألوية معالي قائد القوات البرية الفريق عبد الرحمن المرشد وسمو نائب قائد القوات البرية اللواء خالد بن بندر بن عبد العزيز وقائد المنطقة الشرقية اللواء أحمد الشهري وقادة الوحدات والألوية في المنطقة الشرقية.
وقد ألقى سموه كلمةً، قال فيها: أحييكم في هذه المنطقة الغالية على قلوبنا جميعاً (المنطقة الشرقية). بالأمس القريب تفقدنا زملاء لكم في مناطق أخرى، وها أنا بينكم اليوم هنا، بتكليف مباشر من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القائد الأعلى للقوات العسكرية كافة، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، اللذين حمَّلاني تحياتهما وتقديرهما لكل فرد منكم، مشددَيْن - حفظهما الله - على تفقد أحوالكم والاطمئنان على الوسائل كافة التي تحقِّق راحتكم، وتلبِّي تطلعاتكم.
وأبان سموه أن العالم يشهد في هذه الأيام أحداثاً كثيرة، واضطرابات عدة، وتحولات متسارعة، والمملكة جزء من هذا العالم؛ ما يدعونا جميعاً إلى أخذ الحيطة والحذر، وأن نكون على أُهْبة الاستعداد لأي تطورات أو تبدلات، ولاسيما أن المملكة العربية السعودية ليست ككل البلاد، بل تتميز بكونها مهبط الوحي، وأرضها أرض الرسالات، ويكمن في باطنها جميع الخيرات التي يتعلق بها الأمن الاقتصادي للعالَم أجمع؛ لذا فإن النظرة إليكم مضاعفة، والأمل المعقود بكم - بعد الله - كبير، والمكانة التي لكم في قلب خادم الحرمين الشريفين ووجدان سمو ولي عهده الأمين وثقة إخوانكم أبناء الشعب السعودي لا متناهية.
مختتماً سموه كلمته قائلاً: أحيي فيكم التزامكم وانضباطيتكم، كما أحيي فيكم احترافيتكم القتالية، وفي الوقت الذي أعرف فيه أنكم لا تحتاجون إلى التأكيد عليكم، إلا أنني أُذكِّركم دائماً بملء أوقاتكم بالتدريب، اجعلوا من سلاحكم صديقكم، تعرفوا عليه جيداً في وقت السلم؛ ليعرفكم وقت الحرب.
سائلاً الله أن يجنب بلادنا الفتن والشرور، وأن يكفينا كيد الأعداء، وأن يديم على وطننا نعمة الأمن والأمان والاطمئنان.