Tuesday  05/04/2011/2011 Issue 14068

الثلاثاء 01 جمادى الأول 1432  العدد  14068

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كتبت في مثل هذا اليوم من الأسبوع الماضي، وفي ذات المكان « الحبر الأخضر «، مقالاً عنونته ب « العقل العربي «يعيد اكتشاف نفسه من جديد» تحدثت فيه عن التضليل الذي مورس معنا إزاء عالمنا العربي سواء من قبل الساسة أو المفكرين والكتاب والمثقفين، ودعوة فيه إلى فكرة إعادة دراسة نفوس الشعوب العربية الشابة واتجاهاتهم واهتماماتهم ومنهجية التفكير لديهم وعلاقاتهم بالعالم من حولهم ونظرتهم للآخر بل لذواتهم بشكل جدي دون الاعتماد على الرؤية الانطباعية الأولية السائدة لدى العقل العربي المعاصر التي تتكئ وبشكل مباشر على الحدس والتخمين أو حتى توظيف الأدوات العلمية بصورة مشوهة تضر الحقيقة وتفسد النتائج وتصرف التوصيات عن مسارها الصحيح. وقطعت جازماً بأن هذا النوع من الدراسات سيعرفنا على أنفسنا جيداً وسينسف كثيراً من القناعات التي كنا نرددها منذ سنوات وما زلنا، ونعتقد جازمين أنها الحق الذي لا مرية فيه ولا يمكن أن يخضع للمراجعة والتمحيص في يوم ما.

كنت أظن حينها أنني في هذا الطرح أجازف في القول وأخاطر في طرح هذه الدعوة التي هي ضمنياً نسف لكل دراسة تشخيصية لشباب عالمنا العربي، ولم يكن يساورني الشك حينها بأن ما أكتبه لا يتفق مع ما يطرحه أرباب الفكر وفرسان الكلمة في كثير من أوساطنا الثقافية، ولكن ما حدث هو العكس إذ جاءت الردود النخبوية، على الأقل تلك التي سمعتها من أصحابها تتفق في إطارها العام مع هذا الطرح وتؤيده بشكل كبير، وتوج هذا الكلام الخاص الذي دار بيني وبين عدد من الزملاء والقراء الكرام بتصريح الأستاذ الدكتور عبدالله الغذامي للجزيرة «الثقافية» يوم الخميس الماضي، إذ توافق بشكل واضح مع ما سبق وأن كتبته في هذا الموضوع، فالناقد المعروف أشار في ما قال إلى أن الزمن الذي تمر به الأمة العربية والإسلامية يجعل الإنسان يخجل من نفسه وذكر أن لغة الشارع العربي أعظم وأبلغ وأقوى وأصدق من أي فكرة أخرى مهما كانت.. وأمام هذه الأفكار - طبعا التي يطرحها الشارع العربي اليوم - لا نملك إلا أن نقرأ هذه الأفكار ونتفهمها ونعرف أن قراءاتنا كلها التي كانت في حياتنا لم تكن صحيحة، فكل الذين كانوا يتحدثون عن شباب الأمة العربي « جيل الجينز والهمبورجر «وأنه لا يهمهم الدين والوطن والسياسة والتاريخ والمستقبل، وتبين أن كل هذا الكلام غير صحيح تماماً.. فالجيل العربي الشاب أقوى وأنجب وأكثر وطنية من كل الذين سبقوا، ما يعني قرب تحقيق الوعد الحقيقي الذي وعده الله لعباده بأننا خلفاء لله على الأرض...) وفي يوم الخميس الماضي عنونت مقالي ب « صحافتنا المحلية في عهدنا الجديد « دعوت فيه إلى منهج كتابي متزن بعيداً عن الانتقائية والتحيز والتطفيف وقطعت بأن الكُتاب أصحاب الأقلام المؤثرة بسلوكهم هذا المنهج الواضح نتجاوز نحن المواطنين ومن خلفنا الوطن بأسره العديد من المعارك الهجومية في الصحف التي لا تستهدف سوى التشكيك في كفاءة ما، أو تصفية حساب خاص مع مؤسسة أو فرد، أكد هذا الكلام - الوارد في المقال والمنشور يوم الخميس الماضي - وأصّله وأبدع في بيان معالمه وتطبيقاته وقال فيه القول الفصل والبيان الجزل فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم في خطبة الجمعة الماضية ومن منبر الحرم المكي الشريف، وأتمنى من القارئ الكريم الرجوع إلى هذه الخطبة المتميزة مبنى ومعنى، فهي لا تقبل الاختصار ولا يمكن لمثلي الأخذ منها والاختيار وفي هذه المساحة الضيقة بالذات.

إن هذا التوافق لم يكن وليد الصدفة ولا هو دليلا على خصوصية الطرح عندي ولا يمكن أن يصنف في خانة إطراء الذات ولكنه باختصار مؤشر واضح على حضور هذين الموضوعين الخطيرين في ذهنية الكثير وانشغال أصحاب الفكر والمصلحين سواء العلماء أو المفكرين الأكاديميين أو الكتاب والمثقفين أو الساسة وصناع القرار والاقتصاديين.. ومتى ما وجد هذا التوافق في طرح قضايانا بكل شفافية ووضوح فاعلم أننا بخير وأن خطواتنا على المسار الصحيح بإذن الله وإلى لقاء والسلام.

 

الحبر الأخضر
مراجعاتي الشخصية بين «الغذامي» و «الشريم»
د. عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة