أمام سيل الانتقادات اللاذعة والمتكررة والحملات العنيفة الموجهة ضد لجان اتحاد الكرة، قراراتها لوائحها منسوبيها لم يتكرم أحد ويسأل كيف تعمل هذه اللجان؟ أين تقع مكاتبها؟ من ينفق عليها؟ ما هي الحقوق الاعتبارية والمادية والقانونية لأعضائها؟
للأسف الشديد ومثلما أننا لا نستطيع أن نطلب من حكم ما في دوري الدرجة الأولى والثانية والثالثة بأن يتألق وأن يؤدي مهام عمله الصعب والحساس على أكمل وجه في الوقت الذي لم يتسلم فيه المكافآت والبدلات المستحقة له لأكثر من ثلاث سنوات, وفوق هذا كله مطلوب منه أن يسافر ويسكن بعيداً عن بيته وأسرته ويدفع تكاليف مأكله ومشربه من جيبه الخاص, الوضع نفسه ينطبق إلى حد كبير على طبيعة أداء ومخرجات الكثير من لجان الاتحاد التي لا توجد لها مقرات خاصة بها, وتعمل بلا أدوات وتجهيزات كافية, وبلا منهجية ولا آليات أو هيكلة إدارية ومالية واضحة..
شخصياً ومن واقع الاطلاع والممارسة ولمزيد من الاحترافية أتمنى أن تكون هناك مراجعة جادة واسعة والبدء بإعادة هيكلة اللجان, وأن تضم هيئة دوري المحترفين لجاناً للفنية والاحتراف والانضباط والمسابقات وغيرها وتكون متفرغة ومحترفة تختص فقط بدوري زين وتعمل مالياً وإدارياً وتنظيمياً ضمن الهيئة, ولجان أخرى لبقية المسابقات لديها ميزانيات تساعدها على العمل في أجواء صحية مشجعة ومنتجة..
لائحة الشباب وصفة علاج
أتذكَّر وتتذكَّرون أثناء وبعد أمم آسيا الأخيرة في الدوحة وفي عز الحديث عما جرى هناك أن كثيراً من المسئولين في اتحاد الكرة ومن الأندية ومن خبراء ونقاد ومحللين في وسائل الإعلام أجمعوا وقتها على أن أحد وأبرز أسباب إخفاقنا في البطولة يعود إلى عدم التزام وانضباط واحترافية اللاعب السعودي, وأنه بات في السنوات الأخيرة مدللاً ومرفهاً يأخذ الكثير من الجاه والصيت والشهرة وملايين الريالات دون أن يعطي لناديه ولمنتخب وطنه ما يوازي القليل مما يتمتع به ويتوفر له مادياً ومعنوياً وإعلامياً وجماهيرياً.. لكننا اليوم وبعد أن أعلن نادي الشباب عن لائحة العقوبات والجزاءات الداخلية للاعبين المحترفين والمتضمنة بنوداً تساهم في رقي انضباطية اللاعب المحترف وتطور عقليته ومستواه وثقافته، وتحمي النادي من العبث والتلاعب وتحفظ له حقوقه صرنا نسمع انتقادات بل وحتى اتهامات توجه لنادي الشباب وتقلل من أهمية وقيمة ومردود اللائحة تتناقض مع ما قيل في أمم آسيا, وتبتعد كثيراً عن مضمون وأهداف اللائحة..
من قرأ اللائحة بإمعان أو استمع بإنصات للمؤتمر الصحفي لرئيس نادي الشباب خالد البلطان سيجد أن هذه اللائحة تمثّل ركيزة مهمة لمعنى وحقيقة الاحتراف الذي نريد والمفيد للاعب والنادي والكرة السعودية بوجه عام, وهي كذلك تؤسس لمرحلة جديدة تختلف عن بدايات وتجارب واجتهادات الاحتراف على مدى السنوات العشرين الماضية, لتنتقل إلى مفهوم مزاولة لعب الكرة كمهنة لها شروطها وضوابطها وقوانينها وقياساتها غير العاطفية, لذلك وبدلاً من شجبها واستنكارها لمجرد أن البعض لديه حسابات وقناعات شخصية لا علاقة لها بمضمون اللائحة علينا من باب الإنصاف ولمصلحة الكرة السعودية أن نثمِّن للشبابيين جهدهم ونبارك خطوتهم ونطالب الأندية الأخرى الإسراع بتطبيقها..
الملمع الرسمي
رغم اعتراضي على وصف (مطبل) على أي من الزملاء الصحافيين المحسوبين على نادي الأهلي أو غيره, إلا أنه شدتني فكرة قيام صحيفة النادي الأهلي التابعة لموقع (كورة) الإلكتروني بإجراء استفتاء خاص بجمهور الأهلي لمعرفة الصحافيين الذين لا ينقلون الحقيقة ويتسترون على أخطاء الإدارة ولا يناقشون بصدق و(شفافية) القرارات التي دهورت الفريق وهبطت به إلى مكان لا يليق بتاريخ ومكانة وإمكانات ورجالات وشعبية النادي (الراقي)..
لهذا الاستفتاء دلالات تؤكد أن الجماهير تجيد فرز الأسماء والأطروحات وعلى قدر كبير من الفهم والإلمام بما يدور داخل النادي وخارجه، وأنها دائماً ما تبحث عن الآراء والمواقف الصحافية التي تقدم لها الأحداث زينها وشينها كما هي بلا تزييف أو تعتيم، تحاكي الواقع وتسمي الأشياء بأسمائها وتتحدث بشمولية وبجرأة عن المشكلات وكيفية حلها.. كما أنها رسالة صريحة وقوية ومعبرة يجب على كل منتمٍ للإعلام أن يستوعبها مفادها أن الكلمة أمانة والصحافة رسالة والحقيقة مهما غيبت أو شوهت لا بد أن تظهر..
في الاتجاه ذاته ترتكب بعض الأندية خطأ فادحاً عندما تطلب من المتحدث الرسمي أو مدير المركز الإعلامي أن يقلب الفشل الذريع إلى نجاح باهر, وأن يؤدي دور (الملمع) الدائم للإدارة والمدافع المستميت عن أخطائها, في وقت يفترض أن يدافع فيه عن حقوق النادي ويقدم الصورة الصحيحة الكاملة الكفيلة بكشف المغالطات وقطع دابر الشائعات المعيقة والمؤثرة على النادي كما يفعل حالياً بشكل لافت وبلغة راقية ومقنعة الزميل عبد الكريم الجاسر..
لم يأت الهلال بجديد, واقترب من إحراز الدوري لأنه ببساطة شديدة يختلف عن الجميع في كل شيء بكونه على مدى (34) بطولة دوري الطرف الثابت والفريق الثقيل وصاحب النفس الطويل, ولأنه يملك إدارة عقل وفكر وثقافة وانتماء..
* وكعادته واصل تفرُّده في وقت توقع فيه الكثيرون أن يتعرض لانتكاسة فنية حادة بعد خروجه من الآسيوية وبعد رحيل الداهية جيرتس..
بمجرد أن يتأكدوا من حصوله على بطولته الـ(13) للدوري سيرددون بعدها نفس الأسطوانة القديمة الجديدة المتكررة في بطولاته السابقة «فاز الهلال بالدوري الأضعف»..
* أمام جماهير وعلى ملعب العميد أثبت التعاون أنه عاد إلى دوري الأضواء ليس من أجل البقاء، وإنما لينافس الأقوياء..
من حق الأشقاء المصريين أن يضعوا أيديهم على قلوبهم خوفاً من أن تكون حادثة الشغب الفوضوية المأساوية للجماهير في لقاء الزمالك والأفريقي هي واحدة من النتائج المخيبة والمسيئة لثورة 25 يناير..