الجزيرة - الرياض
صدر حديثاً آخر كتاب قدَّم له قبل وفاته الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام الأسبق - رحمه الله - تحت عنوان: «الإعلام الإسلامي ومتغيرات العصر» للمؤلف محمد بن عبد الله السلامة الزميل الإعلامي ومدير إدارة المطبوعات بمطار الملك خالد الدولي في الرياض.
ويأتي الكتاب في طبعة ثانية مزيدة ومنقحة من ضمن سلسلة المدى للدراسات الإعلامية التي يشرف عليها المؤلف، وهي إضافة جديدة في اثني عشر فصلاً تقع في 290 صفحة.. ويُعتبر الكتاب إضافة جديدة في القراءة في مجال الإعلام الإسلامي من أهمية لتوجيه الرأي العام والرسالة التي يحتويها من مضامين دعوية من الجوانب الإنسانية من نشر للتسامح والمعاني السامية والدعوة الحسنة للدين الإسلامي.
كما يبرز الكتاب في فصلين دور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في دعوته التي أطلقها للحوار مع أصحاب الديانات والثقافات الأخرى والتي انبثق عنها المركز العالمي للحوار، إلى جانب دور رابطة العالم الإسلامي في رعاية هذا الحوار والمؤتمرات التي أشرف عليها في عدة عواصم عالمية في هذا الخصوص.
ووضع المؤلف الكتاب على أساس بحث عناصر هامة من تعريفات منذ فجر الدعوة الإسلامية وحتى الألفية الثالثة وما حدث من متغيرات وكيفية التصدي للتجاوزات على الدين الإسلامي والتحدي الداخلي والخارجي، وكذلك أهمية النشر الإلكتروني في الدعوة والتصدي من إلصاق تهم للدين الإسلامي بأنه دين شر وقتل ونشر الإرهاب خصوصاً بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وحالة الضعف التي تعتري الرسالة الإعلامية والتي تنخر في جسد الأمة من خلال الهجمة الغربية وسيطرتها على وسائل الإعلام العالمية بشتى أدواتها وتقنيتها العالية التي ولّدت الضعف العام للأمة الإسلامية والإعلام الفكري الناتج عن هذه الضعف.
وقال الدكتور محمد عبده يماني في مقدمة تحليلية لمحتوى هذا الكتاب: «إن الإعلام ضرورة من ضرورات الأمة العربية والإسلامية ولكن رأس الحربة فيه هو التعليم، لذلك لا بد من إصلاح مناهج التعليم وتخريج فئات مؤهلة ومتعلمة وقادرة على الاستفادة من صناعة الإعلام العالمية، بل وقادرة على الاستفادة من هذه الأجهزة وتصنيفها عند صناعة الإعلام»، منوهاً في هذا السياق إلى أنه لا بد من الأخذ في الاعتبار أن العقل العربي والإسلامي قد تحرر فلم يعد يقبل نصوصاً فقط، وأن الشباب يطالب أن يناقش فكراً بفكر وحجة بحجة ليقف على أرض صلبة أمام الآخر المتعالي بالباطل. ولفت يماني، إلى أن الكاتب استخدم أسلوباً سهلاً في عرضه لهذا الموضوع الهام لتقريبه إلى القارئ وإعانته على فهمه. وقال «إن الكاتب محمد السلامة من أسرة وزارة الإعلام وتربى في جنباتها وقد تشرّب الإعلام وخفاياه منذ تخرجه وبداية عمله، وله إسهامات في البحوث الإعلامية ومشاركات في جمعيات متعلقة بالاتصال والإعلام، وقد نجح في رأيي في أبراز أهمية موضوع البحث»، راجياً من الله أن يكرم المؤلف بانتشار الكتاب، وأن يلقى ما يستحقه من التقدير والثناء والقبول، وأن يجعل عمله خالصاً لوجهه الكريم، وأن يجزل له الأجر.