التاريخ لا يكذب ولا يجامل، والتاريخ يؤكد لنا أن إيران منذ حُكْم الصفويين إلى يومنا هذا لم تتخذ أي خطوة طيبة تجاه جيرانها العرب، رغم أن الطرف الآخر قدَّم مبادرات طيبة وإيجابية لا تُعدّ ولا تُحصى.
ونظام طهران الحالي لم يُغيّر السلوك المشين تجاه العرب رغم زعم الخميني ومن حكموا بعده بأنهم يناصرون القضايا العربية، مع أن الصحيح أنهم يحاولون استغلال القوة العربية لحمايتهم من طيش أفعالهم، وهكذا فإن التاريخ لم يتغير، بل يحمل مزيداً من التجاوزات الإيرانية التي لم تعد تُحتمل لا من أهل الخليج ولا من جميع أبناء الأمة العربية، خاصة بعد أن طفح الكيل الذي فاق كل الاحتمال، المتمثلة في تدريب عناصر إجرامية، وتشكيل خلايا إرهابية، وزرع شبكات تجسس في جميع الدول العربية، والأحداث الإرهابية في مملكة البحرين التي فضحت الأفعال الشائنة التي نفذتها خلايا إيران الإرهابية، التي دُرِّبت عناصرها في مراكز الإرهاب المرتبطة به في لبنان من خلال معسكرات (حزب الله)، وتكتمل صورة التخريب بالكشف عن شبكات التجسس التي أعلنتها دولة الكويت. ورغم أن أولى هذه الشبكات قُدِّمت إلى القضاء الكويتي، ونال أعضاؤها الحكم الذي يستحقونه، فإن هناك شبكات أخرى ستُعلن؛ فحسب ما أُعلن فإن ما تم كشفه لم يكن سوى البداية؛ فهناك ثماني شبكات تجسس إيرانية مرتبطة بجهات رسمية اعتادت العبث بأمن دول الخليج العربية.
نظام الحُكْم في إيران المتعدد الرؤوس فسَّر المواقف الأخلاقية والسلوك الحضاري لدول وحكومات الخليج العربي في التعامل مع التجاوزات الإيرانية على أنه ضعف وخضوع للخطاب الاستعلائي الذي دأب المسؤولون الإيرانيون على التحدُّث به، وقد غاب عن هؤلاء الإيرانيين أن الحكمة العربية والخُلُق العربي لهما حدود، ويُفترض بهؤلاء الإيرانيين أن يعرفوا أن غضب الحكيم يتوازى مع حجم الإساءات، وقد يفوق ما تعرض له من ضرر؛ فالعرب يرددون دائماً: «احذر غضبة الحكيم».
وعليه فإن مَنْ يحكم إيران عليهم أن يعوا تماماً أن حِلْم العرب قد نفد بعد أن تجاوز الإيرانيون كل المحذورات من أفعال وأقوال، وأنهم إن كانوا قد استمرؤوا اللعب بالنيران لإشعال إقليم الخليج العربي فعليهم أن يعوا أن هذه النيران ستحرقهم قبل غيرهم.
JAZPING: 9999