في خط متواز ينم عن ترتيب مسبق لاستثمار رغبة التغير في عدد من المجتمعات العربية، نشط الإعلام الطائفي الصفوي المرتبط بالنظام الحالي بإيران في الترويج للاصطفاف الطائفي الذي تم في العراق ولبنان والكويت، وقامت شبكة من المحطات الفضائية الطائفية (التي تُموّل من إيران ومن جماعات لها ارتباطات باتت معروفة) بتغطيات مكثفة لما حصل في البحرين، بل واختلقت أحداثاً أخرى في مناطق عربية بهدف إحداث بلبلة وتصويرها بأنها استجابة لنداء (الصحوة الصفوية) التي أطلقها خامنئي، وهذه المحطات الفضائية (التي وصل عددها إلى ما يقارب العشرين محطة والتي تتجاهل الانتفاضة الإصلاحية في عموم إيران ولا تزال) تجمعت للترويج للمزاعم الإيرانية، فعملت فيما يشبه البث الجماعي المشترك على تزويد وبث ما يطبخ في إستديوهات محطة العالم الإيرانية التي تبث من طهران ولها مكتب في بيروت، ومحطة المنار التابعة لحزب الله اللبناني، والغريب أن محطة (الحرة) التي تمول من قبل دافعي الضرائب الأمريكية انضمت إلى هذه الجوقة! فهل كان ذلك بإيعاز من اللجنة التابعة للكونغرس الأمريكي الذي يراقب أداء المحطة وما تبثه؟ أم أن هذا من أثر وجودها في بغداد؟ فحذت حذو المحطات الفضائية العراقية الطائفية التي وصل عددها إلى 17 محطة وهي: بلادي، والعراقية (وهي المحطة الرسمية الناطقة باسم الحكومة العراقية) والحرة «الأمريكية»، والحرية، والمربد، والفيحاء، والرافدين، والنهرين، والزوراء، وأهل البيت، وبابل، وآفاق، والفرات، وبغداد، والأنوار، والمسار، وصلاح الدين.
تجيشٌ فضائيٌ طائفيٌ بث أطنان الشتائم والإساءات لأهل الخليج العربي، ومعظمه موجه لأهل السنة في مختلف أرجاء العالم وليس لأهل البحرين والسعودية فقط، ومع هذا لا نجد رداً من الفضائيات العربية الأخرى التي لا تزال منشغلة في بث حفلات الطرب والوناسة!