نحمد الله حمداً لا منتهى له، ولا أجر لقائله إلا رضاه أن عاد والدنا الغالي الكريم ابن الكرام خادم الحرمين الشريفين إلى رياضه العامرة، تلقته قلوب محبيه بالفرحة والاستبشار، بعد أن ابتهلوا إلى الله سبحانه وتعالى أيامهم السابقة بالدعاء له أن يلبسه الله لباس الصحة والعافية وأن يطيل عمره مع صلاح عمل، وها قد استجاب ربنا بحمده ومنته وفضله للأيدي المرفوعة فعاد إلى محبيه مشافى معافى، فتلقته الوجوه بالبشر والفرحة الغامرة، وما كان هذا الحب لولا انعكاسه لما في قلب أبينا من محبة لشعبه، ويكفينا من ذلك كلمته فينا نحن معشر النساء: (والنساء ما شفنا منهم إلا كل خير)، فكان ما في قلوبنا امتداداً لما في قلبه نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتمم له العفو والعافية طيلة عمره وأن يزيده توفيقاً وسداداً في الأقوال والأعمال، وأن يزداد هذا الحب والترابط بين ولي أمرنا وبين شعبه. والغريب أن الرياض منذ أشهر عدة وهي تتزيَّن وتزداد ازدياناً وكأنها تستعد للاحتفال بعودة مليكنا وفَّقه الله، فهذه الميادين تتبارى في الاخضرار والتباهي في الجمال ولم نرها في يوم من الأيام أجمل ولا أبدع من الآن، وكم أسعدنا رؤية ميدان القاهرة بكل هذه الروعة الجمالية، ولو سمي ميدان مكة أو ميدان الملك عبد الله بمناسبة عودته سلّمه الله لازداد جماله جمالاً.
عدت أبانا فغدت رياضنا رياضاً
وفتحت جامعاتنا فغدا لها الطلاب سباقا
ومنحت الأراضي سكناً فغدا الناس لها طلابا
وحليت ماء البحر فغدا حلواً ثجاجا
(*) أستاذ مساعد بقسم السنّة وعلومها - وكيلة القبول والتسجيل بمركز دراسات الطالبات - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية