|
المدينة المنورة - علي الأحمدي :
أثنى عددٌ من أصحاب الفضيلة والمعالي على الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض للمدينة المنورة وتفضله بإلقاء محاضرة قيمة تتحدث عن الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية، مؤكدين أهمية طرح هذا الموضوع وبيان مكانة هذه الدولة تاريخيًّا، وما قامت عليه من الأسس الفكرية والعلمية، وإزالة ما علق بهذا الجانب من الشبهات والتحريف والتشويه.
وقالوا في تصريحات بهذه المناسبة إن سمو الأمير سلمان أهلٌ للحديث في هذا الموضوع وأن مشاركة سموه الكريم شخصيًّا في البرنامج الثقافي للجامعة الإسلامية يمثل دلالة مهمة وإيماناً لا يشوبه شك على ما يوليه قادة هذه البلاد -حفظهم الله- من اهتمام كبير بالشباب وحرص دائم على التواصل معهم وتوجيههم وتلمّس احتياجاتهم وتيسير ما قد يلوح من صعاب. كما أشادوا بتوجه الجامعة الإسلامية والإشراف المباشر من مديرها على كل ما يتعلق ببرمجة النشاط الثقافي والذي تعد له الجامعة إعداداً جيّدًا وتختار محاضريه اختياراً موفقاً ومرموقاً.
حيث قال معالي وزير العدل الدكتور- محمد بن عبدالكريم العيسى: يسرني بهذه المناسبة أن أشيد بأهمية هذه المحاضرة بأفقها التأصيلي تاريخياً وفكرياً من شخصية تتسم بالعمق والرصد والتحليل والمرجعية في مثل هذه الأمور المهمة؛ فسموه الكريم في طليعة المنظرين والمؤصلين والأمناء الصادقين على تاريخنا السعودي بالأسانيد والوثائق, بعيداً عن الطرح النمطي المعتاد لأمثال هذه الأطروحات، فسموه يتميز بالمادة والرصد والعمق والأمانة، ولست من يزكيه بذلك؛ فسجله الحافل شاهد حي على هذا الأمر المستفيض عن سموه الكريم.
فيما اشار معالي وزير الخدمة المدنية الأستاذ- محمد بن علي الفايز بأن الله تعالى أراد للمملكة العربية السعودية أن تسعد وأهلها بالاستقرار والأمن والحضارة التي تحققت لوطن بحجم قارة لم يكن ذلك ليتحقق لولا توفيق الله أولاً ثم ما أرساه الملك المؤسس –رحمه الله – من مفاهيم عادلة وجادة للحكم والقيادة استند فيها على كتاب الله وسنة نبيه التي كانت أساساً فكرياً وسياسياً لإدارة الدولة في مستقبل أيامها. وقال منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود –رحمه الله – وانتهاجها الكتاب والسنة دستوراً لها, ومناهج حياة في جميع شؤونها الصغيرة والكبيرة الداخلية والخارجية أحيا الله على يده – رحمه الله – أسس الدولة الإسلامية في العصر الحديث.
ولا أدل على ذلك من كون المملكة العربية السعودية راعية للتضامن الإسلامي في العهد الحديث وناشرة لثقافة هذا الدين القويم ليس فقط بالدعوة وإنما بما أرسته من مقومات لتطبيق هذه الشريعة كمنهاج للإدارة السياسية منطلقة في فكرها هذا على أسس تاريخية وفكرية تنطلق من مبادئ الشريعة الإسلامية.
ويعكس ذلك الأساس الفكري القويم ما تمثله الجامعة الإسلامية من كونها إحدى منارات الحضارة الإسلامية في تبنيها نقل ونشر الثقافة الإسلامية المعتدلة إلى شتى بقاع الأرض من خلال خريجيها وبرامجها ومؤتمراتها وندواتها التي تترجم الأهداف العريضة لفكر السياسة السعودية.
وقال أسأل الله العلي القدير أن يحفظ لمملكتنا قيادتها وأن يحفظ مكانتها العالية بين شقيقاتها من دول العالم الإسلامي وما تحظى به من مكانة مرموقة على المستوى الدولي وأن يوفق الجامعة في جهودها.
ومن جانبه قال معالي وزير الحج الدكتور - فؤاد عبدالسلام الفارسي إن مما يشرح الصدر اتساع دائرة الاهتمامات في جامعاتنا السعودية التي يكبر دورها باستمرار من حيث التعداد والكمية والكيفية، وهنا يبرز بوضوح إلى جانب دورها الأكاديمي التخصصي مختلف أوجه النشاط الثقافي وما يندرج فيما يسمى خدمة المجتمع..
وأضاف: في هذا السياق يأتي توجه الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة في شخص مديرها فضيلة معالي الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا الذي يشرف إشراف مباشراً على كل ما يتعلق ببرمجة النشاط الثقافي والذي تعد له الجامعة الموقرة إعداداً جيّدًا واختيار محاضريه اختياراً موفقاً ومرموقاً، ولعل خير مؤشر على ذلك الزيارة المرتقبة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض لمقر الجامعة ولإلقاء محاضرة بعنوان (الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية)، بما يعني أن ما يتم طرحه على درجة كبيرة من الأهمية لطبيعة الموضوع من جهة ولكون المكانة المرموقة للمحاضر ولإحاطته الشاملة بدقائق الأمور، ولذلك في يقيني أن التناول شيق وثريّ بالمعلومات التي تهم الباحث والدارس والمتخصص.. ولهذا لا يسعني إلا أن أبارك للجامعة الإسلامية والقائمين عليها هذا التوجه المعرفي الطيب لشأن عزيز ولتأريخ مجيد لهذا الوطن الكبير.. راجياً مزيد العزة والمنعة والسؤدد.. والله من وراء القصد.
الى ذلك أشاد معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري بالزيارة الأبوية التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض للجامعة الإسلامية، مؤكداً أنها تمثل دلالة مهمة وإيماناً لا يشوبه شك على ما يوليه قادة هذه البلاد –حفظهم الله- من اهتمام كبير بالشباب وحرص دائم على التواصل معهم وتوجيههم وتلمّس احتياجاتهم وتيسير ما قد يلوح من صعاب.
وأضاف معالي الدكتور العنقري أن المحاضرة التي يلقيها سمو الأمير سلمان في رحاب الجامعة حول «الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية» تأتي في توقيت مهمّ لتعيد التأكيد على الثوابت التي قامت عليها هذه الدولة المباركة وتذكّر بها، فهي دولة قامت على دعوة سمحة تستهدف إعادة الإسلام إلى منابعه الأولى وصفائه العقديّ بعيداً عن دعوات الخرافة والجهل والتعصب، مشيراً إلى أن إدراك الناس في مختلف مناطق المملكة لهذه الحقيقة هو ما سهّل المسيرة الوحدوية التي قادها المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه- حيث كان أهالي المدن والقرى والبوادي حريصين على التوجه إليه طالبين الانضمام إلى هذه الوحدة المباركة، وكان أوّل من يصل إلى هذه المناطق العلماء والقضاة وطلبة العلم، وليس الكتائب والجيوش، والأسس الفكرية لهذه الوحدة هي ما جعلها النموذج الوحدوي العربي الأكثر نجاحاً، وقوةً في العصر الحديث.
وأثنى الدكتور العنقري على خطوة الجامعة الإسلامية باستضافة كبار المسؤولين والعلماء والمفكرين بما يُسهم في نشر الثقافة الإسلامية المعتدلة، وتعزيز الوسطية ومنهج الاعتدال بين طلابها، وأن لا تكون أهواء الناس ورغباتهم، بأي حال من الأحول مانعة من الحكم بما أنزل الله.