يراقب الإعلامُ العالمي الأوضاعَ في المملكة، مراقبةً خاصة. وتزورنا اليوم وفود صحفية من كل مكان من العالم. ولقد أجرتْ معي الإثنين الماضي صَحَفيَّةٌ دنماركية، حواراً مطولاً تطرقتُ فيه معها، لأهم مراحل الإصلاحات في المملكة. ولقد قلت لها، كما قلت للتلفزيون الألماني، الذي أجرى معي حواراً قبل حوالي شهر، بأن هذه الإصلاحات تأتي متزامنة مع المتغيرات العالمية. بمعنى أن الفكرة التقليدية، بأن شعب هذه البقعة الجغرافية من العالم، هو شعب لا يعرف ما يدور حوله، لم تعد موجودة في ثقافة الغرب، بل على العكس، فالإعلام الأوروبي والأمريكي، يتخوف من الظواهر السياسية التي قد تنشأ من الشرق، كرد فعل على السياسات الغربية.
كان السؤال الأهم للزميلة «بيرنيل بارمنق»، مراسلة صحيفة «ويكيندافآيزن» الدنماركية:
- هل ستحل أوامر الملك مشكلات الشباب ومطالبهم؟!
أجبتها:
- أظن أنها ستفعل. ولكن الأمر مرتبط بآلية تنفيذ هذه الأوامر.
- ماذا تقصد؟!
- أقصد أن الوظائف الجديدة التي أمر الملك أن تُفتح، والحد الأدنى للأجور الذي اعتمده، والتوطين الوظيفي الذي كلَّف الجهات المعنية به، وتثبيت الموظفين المؤقتين الذي وجه بالتسريع فيه، كل هذا كفيل بحل المشكلة من أساسها، ولكن....
- ماذا؟!
- البطالة شأنها شأن الإسكان. الملك يأمر بحل المشاكل، والمنتفعون يعطلون الحلول.
- وهل يعرف الملك ذلك؟!
- أكيد. وأكيد أنه سيأمر بالقضاء على كل محاولات التعطيل.