الفتن والاضطرابات والقلاقل تموج من حولنا بشكل موحش ومخيف، شعوب مضطربة، وحشود غاضبة، وفتن قائمة، وأمن مفقود، وبلادنا ولله الحمد ثابتة مستقرة، آمنة مطمئنة، وهذه نعم جليلة وعظيمة لها أسبابها ومسبباتها، فلكل نعمة سبب، فالأمن وتوفر العيش الكريم، والمحبة بين الراعي والرعية كلها نعم لها أسباب فالأمن الوارف والخير الدافق له أسباب:
أولاً: الفضل والشكر والحمد لله سبحانه وتعالى، فهو خالق الأسباب والمسببات، ومنه النعم وقد وعد بالزيادة لمن شكر، والنقمة لمن كفر، ويفعل سبحانه ما يشاء.
ثانياً: ولاة الأمر - حفظهم الله-، فمنذ أن تأسست هذه المملكة على يد مؤسسها الباني الملك عبد العزيز (طيَّب الله ثراه)، وولاة أمرنا يبذلون الغالي والنفيس لخدمة هذه البلاد والرقي بهذا الشعب والرفق به، وتوفير سبل العيش الكريم له، بكل ما يستطيعونه، مما ولَّد محبة ومودة وتآخياً ربطت بين قلوب الشعب وولاة أمره، مما زاد لحمة التكاتف والتماسك والتعاطف بين الشعب بمختلف أطيافه وولاة أمره.
وهذا ما جعل دعوات المتربصين، والحاقدين، والحاسدين لهذه البلاد وأهلها، ترتد في نحورهم فباؤوا بالفشل الذريع، حتى صاروا ولله الحمد أضحوكة ومجالاً للتنّدر، وانكشف الغطاء عن وجوهم القبيحة، وإرادتهم السيئة، فعليهم أن يتواروا في جحورهم، وينكصوا على أعقابهم ويموتوا - إن شاء الله - في غيهم وغيظهم وشرورهم، فالوحدة بين القيادة والشعب قوية متماسكة تأبى على من يريد بها شراً، وهي صامدة بحول الله وقوته، رباطها المحبة المتبادلة، والولاء والنصرة لهذه القيادة الحكيمة المخلصة، ونقول لأعداء الوطن المتربصين به أنتم كما قال الشاعر:
كناطح صخرة يوماً ليفلقها
فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
وما أنتم أيها المتربصون ومملكتنا الحبيبة إلا كقول الشاعر الآخر:
ما يضير البحر أمسى زاخراً
أن رمى فيه غلام بحجر
فالمملكة بحر، لا يضيرها - بإذن الله - كيدكم، ووحدتنا صخرة تنفلق بها هاماتكم وتخسأ وتتبدد عندها آمالكم.
فما سحائب الخير التي هطلت على المواطنين في ظهيرة يوم الجمعة المباركة الموافق 13-4-1432هـ، وما سبقها من خيرات، إلا عنوان وتأكيد للتلاحم والمحبة بين القيادة وشعبها، وهذا هو ديدن ولاة أمرنا وشأنهم في قديم الدهر وحديثه، منذ أن وحَّد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (طيَّب الله ثراه) هذه البلاد، وسار بها على خطى الخير والتقدم والصلاح، ومن بعده أنجاله الميامين، يمشون على خطاه، ويقتفون أثره، ويقودون هذا الشعب وهذه المملكة إلى كل خير وعلم وتقدم، ورخاء عيش، وأمن وأمان.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم علينا هذه النعم، ويرزقنا شكرها، وأن يحفظ لنا قادتنا وولاة أمرنا من كل شر وسوء.
وكما قال صلى الله عليه وسلم (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وهم رؤوس الناس وقادتهم فلهم منا الشكر والامتنان والدعاء والولاء والنصرة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنَّ على خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله-، بالشفاء التام وأن يبارك الله له، وأن يحفظه من كل شر وسوء، ويطيل في عمره، ودمتم لنا وللمسلمين ذخراً وعزاً، والله الموفق.
سليمان بن صالح الدخيل الله – بريدة