مدخل.. رشيد الزلامي
يا صاحبي درب العلا عسر بالحيل
دونه مسافة جرهديه وجرداء
فيها لعكفان الشوارب مداهيل
قطاعة الفرجه على كل سرداء
وان كان ما تقدر دروب الرياجيل
عود وتلقى واحد منك وأردى
سمعت وقرأت عنه الكثير مرة تلميحاً، ومرات تصريحاً حول شخصية هذا الشاعر الشاب المثقف، ولم أصدق كل ذلك لأنني عرفته خلال فترة الشباب التي يتبيّن فيها توجُّه وأخلاق المرء أياً كان, وفي الفترة الحالية تحديداً كثر الحديث عنه إيجاباً وسلباً، وربما يكون سلباً أكثر من قِبل البعض لا لشيء إلا لمجرد أنه شاعر يحظى بمكانة عالية قد يعجز الوصول إليها البعض ممن هم في عمره، ربما يكون حديثهم أو آراؤهم من باب الحسد أو الحقد أو عدم معرفتهم به شخصياً, لذلك حاولت كثيراً استرجاع الذاكرة لجزء من أيام المراهقة إذا ما عرفنا بأن سن المراهقة من عمر الثانية عشرة سنة وحتى الخامسة عشرة وجزء من سن الشباب التي تلي تلك الفترة ففيها عرفت الشاعر ساري عن قرب من خلال معشوقة الملايين كرة القدم، حيث كنت أنا والشاعر ساري وآخرون من الأحبة والأصدقاء نمارس الرياضة كهواة في إحدى حواري حي العليا، وعذراً لن أسهب كثيراً في وصف الحالة التي عرفت من خلالها الشاعر ساري لأن تلك الفترة أفردت لها فصلاً كاملاً في كتابي الذي أعده منذ فترة ليست بالقصيرة, عموماً كنت أدرك أن ذكاءه يختلف عن ذكاء أقرانه ومن هم حوله، وأن ذلك الشاب الذي يبهرك بتعامله الراقي ومظهره الأنيق وفطانته الشعرية إضافة إلى أنه سوف يكون له شأن في عالم الدبلوماسية والشعر، لذلك ومن باب المقولة الشعبية التي تقول: (كل يذكر ما واجه) أرى أن بعض الآراء السلبية حول شخصية الشاعر ساري غير منصفة في حقه وسوف يكتشف أولئك معدن هذا الرجل الأصيل، ولكن أتمنى أن لا يكون ذلك في وقت متأخر لكي لا نفقد شاعراً ومثقفاً من ساحة الأدب.