واقفة أنظر إلى تلك الصور التي عشتها كمغامرة للعشاق وجزء من حياة الجانحين.. أتأمل جمالها وجمال الإطارات التي حفتها يوماً كنبعٍ وجدت حواليه الحياة..
إطاراتها التي اخترت أنت ألوانها واخترت أنا صوتها بإيقاع حبي وألوان عشقك، وضعنا إطارات صور ليلة زفافنا... حينها كنا خارج الدنيا نتأملها وأرواحنا سابحةً في فضاء الحب....
أقف هنا وأنظر للمكان... المقاعد الجلدية الناعمة.. والمنضدة المشغولة بحرفية بالغة تظهر من انحناءاتها تفاصيل عشق مالكها...
وعليها تلك الأوراق المليئة بأجمل لغات الحب... يتراءى إلى ناظري ذلك الموقف حينما تغضب وأهديها لك فتعود طفلا مشتاقا لأمه.....
والجدران هي الجدران ولكن المختلف أنها اليوم تبكي..
بعد أن امتلأت جميع الموجودات وتشبعت بحناننا الذي لم نستطع عزله عن العالم هي جميعها اليوم تبكي..
تخنقني عبراتي أتلمس النافذة لأفتحها لعل الروح تهدأ والأشجان تسكن... أوووه... الرياح قوية وضجيج صوتها يخنقني كأنها تقتلع مني روحي بقوتها... أسمع فيها صوت شجنٍ قديم كأنها ستائر سوداء تلتف حولي وتنهش جسدي كثعابين قبيحة.....
ما أقواها وما أشدها... عجباً كيف كانت هذه الرياح يوما وحيا يرسل إليك إلهامه وهي تتطاير بشعري لترسم أجمل لوحاتك.. وتستقي منها أبيات قصائدك كيف كانت تغدق عليك نفحات من وادي عبقر، واليوم تضرب روحي المسكينة تشدها لكل ما تهرب منه.
تراجعت للوراء، تبعثرت رفات ورودي على سجادتي بعد أن جفت ينابيع حياتها وتيبست عروقها... وبجانبها فستاني الأبيض وعقد اللؤلؤ الذي ألبستني بأول ذكرى زواجٍ لنا.. وذاك الحذاء الذي يجعلني أقرب لقامتك لتستنشق أنفاسي كما تريد... فأنت كما أحببتك تعشق ذرات هوائي وتمقت كل من تصل إليه وتراها سببا لحياتك ويا ليت أنها نفعتك لحظة الرحيل.
وذاك المكان الذي يؤذن بأول احتفالاتنا حينما نرقص سوياً في أعيادنا ونجول عالمنا..
على نغم الموسيقى العذبة وتدفقها كندىً يسقط من ورقة لأخرى...
يا لهذه الموسيقى الدافئة التي جمعت بين أفراح وأحزان فكما رقصنا عليها سويا أبكي عليها وحيدة لفراقك..
وها أنا بدائرة مغلقة تحفها أشجان الماضي... تمركزت جاذبية الأرض تحت قدمي فأقعدتني مكاني.
بقلم الطالبة: ريم عبد العزيز المالكي -الثانوية (47)