عندما يكون القائد حكيماً وصادقاً ومنصفاً وعادلاً مع من حوله ومن تحت يده ويزرع في أرض خصبة نقية من الشوائب والآفات فلا بد أن يجد نتيجة ما زرع في النفوس رداً مخلصاً وفياً نادراً لجميل تعامله وميزان عدله ويكتشف من الحب والولاء والإخلاص ما يفوق تصوره وإن كان يدرك أن رعيته على قدر كبير من الوفاء والولاء وشعب كشعب المملكة العربية السعودية تربى على ما زرعته في وجدانه يد آبائه وأجداده العظام الذين وقفوا مع موحد هذا الكيان لا يرجون سوى وحدة الصف والكلمة والسعي وراء قائدهم العظيم عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمهم الله جميعاً- باذلين النفس والنفيس في سبيل هدفهم الأسمى وطموحهم العظيم النزيه من أي طمع أو غنيمة زائلة.
وهذا ما فعله أهل هذه الأرض الطيبة حين أخرسوا بوقفتهم المجيدة كل الألسن التي كانت تراهن على خلخلة الأمن والتفريق بين القائد ورعيته ليثبتوا للعالم أجمع أننا على حق حين نقول إن لهذا الوطن خصوصيته النادرة كندرة قادته وأبنائه لنجد مباشرة سباق القائد مع رعيته إلى إسكات كل الأبواق الجوفاء لترتسم أسمى آيات التلاحم النادر وها هو خادم الحرمين يظهر أمام العالم ليقول هؤلاء هم شعبي إخوتي وأبنائي الذين أتبادل معهم الحب والوفاء ويختم خطابه الرائع ببساطته الأروع (لا تنسوني من صالح دعائكم) ليقينه -حفظه الله- أن دعوات شعبه له لا زيف فيها ولا مراء.
وقفة
ياسيدي وشلون ما اطير نشوان
وشلون ما تجي القصايد غنية
والقلب في حبك من سنين مليان
محبة ابن ٍ به مودتك حية
غلاك شعبك قاله بقلب ولسان
وعروقه بصافي وفاك مغذية
الله عطاك الملك واخترت الإنسان
وصدق المواقف للوطن والرعية
والدين والنخوة وميدان الإحسان
والعدل والجود وبياض الطوية
وخدمة بيوت الله في سر وإعلان
عن حب وإخلاص لها وأريحية
وقلب حماه الله بتوحيد وإيمان
ونفس بتسبيحه وخوفه ملية
وعفة يمين وعين زاهد ووجدان
تدفع سجاياه اليمين السخية
وميزان حق ما يجي فيه نقصان
على هدى ربي وسنة نبيه
وقلب بلا سور وحواجز وبيبان
ورياض روح بالمودة عذية
وطرف ٍننام ويقضي الليل سهران
وأمن بفضل الله.. وعيشة هنية
وحكم عدل ما فيه سادة ورعيان
دايم .. مهوب لحملة موسمية